أتر

مسرد لأيّام الحريق، السودان والإمارات: ما حدود التدخّل؟

منذ اندلاع الحرب السوّدانية في 15 أبريل 2023، ظلّت التساؤلات تُطرَح حول الجهات الإقليمية والدولية المُتورِّطة في تغذية الصّراع. وبينما انشغل الرأي العام المحلّي والدولي بمآسي النزوح والمجازر، جاءت تقارير استقصائية دولية لتكشف عن مسارٍ خفيّ للأسلحة، يمتدّ من أبوظبي مروراً بتشاد، وصولاً إلى قلب دارفور. فكيف وُثّق هذا التدخّل؟ وماذا فعلت الجهات الدولية حياله؟

10 أغسطس 2023

كشَف تقرير وول ستريت جورنال، عن أنّ دولة الإمارات كانت تُرسل أسلحة إلى السودان تحت ستار المساعدات الإنسانية، مع توجيه الشحنات عبر يوغندا. وقد شكّل التقرير لحظة مُهمَّة في لفت الانتباه الدولي إلى انخراط الدولة الخليجية المؤثّر في الحرب السودانية.

29 سبتمبر 2023

أورَد تقرير أصدرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أدلةً على استخدام الإمارات مطار أم جرس الواقع شرقي تشاد لتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، تحت ستار تقديم مساعدات إنسانية. واستند التقرير على إفادات مسؤولين وصور مُلتقطة بالأقمار الصناعية. وذكر التقرير أن هذه العملية مستمرّة منذ يونيو 2023.

28 مارس 2024

قدّم السودان شكوى رسمية ضدّ الإمارات في مجلس الأمن، مُتّهِماً إياها بتقديم السلاح لقوات الدعم السريع، وبأنها تنتهك القرار الأممي رقم (1591) القاضي بحظر الأسلحة في دارفور.

15 يناير 2025

أقرّ التقرير النهائي للجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن في الأمم المتحدة بصحّة الاتهامات المُوجَّهة إلى الإمارات إزاء دعمها لقوات الدعم السريع. وأكّد التقرير أنّ المطار الذي بَنَتْهُ الإمارات في أم جرس لأغراض إنسانية، يُستخدم لنقل الأسلحة والذخائر والمعدات الطبية لقوات الدعم السريع. استند تقرير لجنة الخبراء على إفادات مصادر ميدانية عديدة في شرق تشاد وفي دارفور، منهم سكان محليون، وإدارات أهلية، ومجموعات مُسلحة، أكدوا أن الطائرات الهابطة في أم جرس تُنزل شحنات من الأسلحة عدة مرات في الأسبوع. ومن ثمّ تُنقل شاحنات هذه الأسلحة إلى حدود دارفور، ليتسلَّمها منسوبو الدعم السريع، الذين ينقلونها بدَورهم إلى قاعدة الدعم السريع الزُّرق شمال دارفور، ومن ثم تُوزَّع إلى قوات الدعم السريع الموجودة في مناطق سيطرة الدعم السريع المُختلفة.

5 مارس 2025

تقدَّمت حكومة السودان يوم الأربعاء 5 مارس 2025، بطلبٍ لرفع دعوى قضائية ضدّ حكومة الإمارات في محكمة العدل الدولية، بتهمة انتهاك التزاماتها في ما يلي البند الأول من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمُعاقَبة عليها، وذلك عبر دعمها لقوات الدعم السريع في جريمة إبادة جماعية ضدّ مجموعة المساليت في غرب دارفور منذ العام 2023. 

ووضعت حكومة السودان عدداً من المطالب في دعواها، من ضمنها إلزام الإمارات بجميع تعهّداتها في ميثاق الأمم المتحدة، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمُعاقبة عليها، وغيرها من الاتفاقات والمواثيق الدولية، وإلزام الإمارات بإيقاف جميع المنخرطين في جريمة الإبادة الجماعية، بأيِّ شكل من الأشكال، عن فعلهم، وإلزامها كذلك بتعويض ضحايا الحرب، وتعويض حكومة السودان عن كلّ ضرر مادي أو معنوي سبَبُه دعم الإمارات لقوات الدعم السريع خلال الحرب. 

وفي اليوم ذاته، طلب السودان تنفيذ إجراءات مؤقتة إلى حين البتّ في القضية، تُلزِم الإمارات «باتخاذ كل التدابير المستطاعة لمنع كل الأفعال المرتكبة بحق مجموعة المساليت، والداخلة في البند الثاني من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وعلى وجه التحديد: 1- قتل أفراد من المجموعة؛ 2- إحداث أذى جسدي أو نفسي مُعتَبَر بحق أفراد المجموعة؛ 3- فرض ظروف معيشية على المجموعة بغرض دفعها إلى الفناء، كلاً أو جزءاً؛ 4- فرض إجراءات تمنع الولادة بين أفراد المجموعة». وأنْ «تضمن الإمارات ألا تقوم أي جماعة مُسلَّحة غير نظامية يمكن أن تكون خاضعة لسيطرتها، أو توجيهاتها، أو نفوذها، بأيِّ أفعال من تلك المذكورة في النقطة الأولى». وهو إجراء مُهمٌّ في القضايا المتعلقة بالإبادة الجماعية؛ إذ تستغرق القضايا سنوات، ما يقتضي وضع إجراءات لحماية الضحايا حتى نهاية القضية.

3 أبريل 2025

في 3 أبريل 2025، عدّل السودان طلبه المُقدَّم إلى محكمة العدل الدولية وقدَّم بنداً ثالثاً، يُلزِمُ الإمارات بتقديم تقرير بكل ما فعلته لتنفيذ القرار خلال شهر من إقراره، وأن تقدّم تقريراً مماثلاً كل 6 أشهر حتى نهاية القضية.

10 أبريل 2025

عُقِدت أول جلسة علنية يوم الخميس 10 أبريل، وتمحورت حول الطلب الذي قدمه السودان يوم 5 مارس لفرض إجراءات مؤقتة تحدُّ من دَور الإمارات في جريمة الإبادة الجماعية. وقاد وزير العدل المكلف، السيد معاوية عثمان محمد خير وفدَ السودان، وقادت سفيرة الإمارات في هولندا، أميرة الحفيتي وفدَ بلادها. قدّم الطرفان مرافعاتهما ودافَعَا عن موقفهما. وفي مقابل طلب السودان بفرض إجراءات مؤقتة، طلبت الإمارات من المحكمة رفض الطلب، كما طلبت حذف القضية برُمَّتها من القائمة العامة للمحكمة. استندت الإمارات على تحفظها على المادة 9 من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمُعاقَبة عليها، وهي المادة التي تمنح محكمة العدل الدولية السلطة القضائية للبتّ في القضايا المتعلقة بالاتفاقية. لاحقاً، حدّدت المحكمة يوم الاثنين 5 مايو يوماً للبتّ في القضية. 

12 أبريل 2025

أعلنت رئيسة كوسوفو، فيوزا عثماني اعتراف السودان بدولتها، وذلك في منتدى أنطاليا الدبلوماسي. وقد أعلنت كوسوفو استقلالها أحادياً عن صربيا عام 2008.

16 أبريل 2025

قدّمت صربيا طلباً للتدخّل في القضية الدائرة بين الإمارات والسودان في محكمة العدل الدولية، استناداً على المادة 63 من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية، والذي يَكفُلُ للدول المُوقِّعة على ميثاقٍ ما، حقَّ التدخل في القضايا المُستندة على الميثاق.

17 أبريل 2025

نشرت «فرانس24» تحقيقاً استقصائياً مُطوَّلاً عن استخدام أسلحة بلغارية في السودان. وبحسب التقرير، اشترت الإمارات قذائف هاون من شركة بلغارية تُدعى «دوناريت»، عبر شركة أسلحة تُدعى «إنترناشيونال قولدن قروب»، وهي شركة نشطت سابقاً في تهريب أسلحة إلى دول أخرى. أُجريت الصفقة في 2020، وساهم مرتزقة كولومبيون في نقلها إلى السودان لاحقاً.

30 أبريل 2025

قال النائب العام الإماراتي، إنّ أمن دولته أحبَط محاولةً لتمرير أسلحة إلى القوات المسلحة السودانية بطريقة غير مشروعة. وبحسب الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء الرسمية على لسان النائب العام لدولة الإمارات، فإنّ الأمن الإماراتي ضبَط شحنة ذخائر يبلغ عددها «5 ملايين قطعة ذخيرة عيار (54.7×62) من نوع جيرانوف من العتاد العسكري». أثناء شحنها عبر «طائرة خاصة» من «أحد مطارات الدولة». واتهم البيان الضالعين في العملية بتزوير طلبية السلاح والادّعاء بأنها صفقة لاستيراد سكّر، ومن ثمّ الادعاء بأنّ ما في الطائرة شحنة أدوات طبية بعد أن هبطت الطائرة في الإمارات للتزوّد بالوقود. كما قال النائب العام إنّ الأمن الإماراتي تمكّن من ضبط بعض متحصّلات الصفقة من اثنين من المتهمين داخل غرفتيهما في فندق ما.

لم يُسَمِّ الخبرُ المطارَ الذي ضُبطت فيه الشحنة، ولم يُحدّد طبيعة «الطائرة الخاصة»، ولا الفندق الذي ضُبِط فيه المتهمون أو المبلغ الذي كان معهم. ولكنه سَمَّى شخصياتٍ بعينها، قائلاً إنّ التحقيقات كشفت عن كونها تعمل في خلية تتبع للقوات المسلحة، وإنها نفّذت عدَّة عمليات مماثلة. ومن هذه الشخصيات مدير جهاز المخابرات الوطني السابق صلاح قوش، وخالد يوسف مختار يوسف مدير مكتبه السابق، والعقيد عثمان الزبير الذي قال البيان إنه مسؤول العمليات المالية بالقوات المسلحة، ورجل أعمال سوداني الأصل (أوكراني الجنسية)، فُرضت عليه عقوبات أمريكية، لم يُسمَّه البيان. ويُرجَّح أنه أحمد عبدالله، الذي يعمل في إمداد القوات المسلحة بالسلاح. ومن بين الشخصيات المذكورة عضو مجلس السيادة الفريق أول ياسر العطا، ورئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح البرهان. 

وذكر نصُّ الخبر أنّ الذخيرة المضبوطة كانت من عيار (54.7×62) ولا وجود لذخيرة من هذا العيار، رغم أنّ الأرقام تُشبه عياراً معروفاً هو (7.62×54mmR)، كما ذكر أنّها لسلاح «جيرانوف». ورغم شيوع استخدام هذا الاسم بين جنود القوات المسلحة والقوات المساندة لها باسم «القرانوف»، فإنّ السلاح المُشار إليه بهذا الاسم حسب الصور ومقاطع الڤيديو التي يَبثُّها الجنود هو سلاح PKP Pecheneg  روسي الصنع، وذخيرته من عيار (7.62×54mmR)، وهو يختلف عن السلاح صاحب الاسم الأصلي «جيرنوف» وهو SG-43 Garyunov، مع أنّ ذخيرته من نفس العيار.

صور لجنود القوات المسلحة ومعهم السلاح الذي يشيرون إليه عادة بـ «القرانوف»

على اليمين سلاح PKP Pecheneg ، وعلى اليسار سلاح SG-43 Goryunov

ويبلغ وزن الرصاصة الواحدة من عيار (7.62×54mmR) ما بين 9.4 إلى 11.6 غرام حسب نوعها، ما يعني أنّ وزن 5 ملايين رصاصة يقع بين 47 طناً و58 طناً دون حساب وزن الصناديق التي تحملها أو أي مرفقات أخرى. ولا يتجاوز حمل الطائرات الخاصة (Private Jets) 3 أطنان.

30 أبريل 2025

استهدفت الدعم السريع مقرّ الفرقة 18 في كوستي ما أدّى لمقتل 11 جندياً.

1 مايو 2025

بعد قصف مدفعي عنيف خلال الصباح، سيطرت الدعم السريع على مدينة النهود بعد هجوم خاطف من عدة محاور.

2 مايو 2025

مُسيَّرة للدعم السريع تقصف مستودعات بمصفاة الأبيض للبترول حوالي منتصف الليل، ما أدّى إلى نشوب حريق فيها. وفي السابعة من صباح اليوم تأكيد سقوط اللواء 18 مشاة بالنهود، التابع للفرقة 22 مشاة بابنوسة، بعد مشاركة الدعم السريع ڤيديوهات من داخل مقر اللواء. وفي المساء وبعد وصول اللواء 18 المنسحب من مدينة النهود إلى الخِوَي هاجم الدعم السريع المدينة حيث دارت اشتباكات عنيفة داخلها. وتقع الخوي في الطريق بين النهود والأبيض وتبعد حوالي 100 كيلومتر عن الأبيض. سقطت المدينة بيد الدعم السريع في اليوم التالي.

3 مايو 2025

استهدفت غارة جوية للجيش السوداني -تورد بعض المصادر أنها كانت بمُسيَّرتين–  مطار نيالا خلال الساعات الأولى من فجر السبت ما تسبَّبَ في ثلاثة انفجارات سُمِع دويّها في أرجاء المدينة، بينما تصاعدت ألسنة اللهب من داخل المطار. وأوردت سودان تريبيون أنّ الهجوم استهدف طائرة شحن يُرجَّح أنها «ضمن الجسر الجوي لإمداد الدعم السريع بالأسلحة والعتاد الحربي»، وكانت قد هبطت قبلها ثلاث مرات في المطار بينما لم تُقلع بعد أن هبطت للمرة الرابعة. ويذكر موقع دارفور 24 أنّ طائرةً قد هبطت الساعة التاسعة إلا ربعاً مساء الجمعة 2 مايو ولم تُقلع، وأنّ عدداً من جنود الدعم السريع ممن كانوا في المطار قد قُتلوا أو أصيبوا، وأنّ من بين القتلى من كان سيُنقل للعلاج بالخارج . بينما أورد حساب Sudan war Updates  على منصّة  X  أن «مصادر مطلعة» قالت إنّ الهجوم استهدف «مخازن أسلحة وذخائر داخل مطار نيالا»، لكن منصة بيم ريبورتس تحدّثت مع مصدر عسكري بقوات الدعم السريع نفى استهداف أي مخازن للأسلحة، وصرّح بأن مُسيّرات الجيش استهدفت مواقع قرب المطار في شرق المدينة. لكن بيانات مرصد ناسا للحرائق والتي أوردها حساب Sudan War Updates تُظهر إشارات حرائق في مدرج المطار، ما يؤكّد أن الضربة كانت هُناك. تبع الهجوم تشديد الإجراءات الأمنية ومصادرة أجهزة استارلينك واعتقال عدد من المدنيين. 

تبع هذا، هجومٌ بمُسيّرةٍ على مطار كسلا بين 7-8 مساءً في الثالث من مايو. سقطت المُسيَّرة قرب مستودع الوقود في المطار، وسَمِعَ صوتَ انفجارها سكّان الأحياء القريبة. لم يسفر الهجوم عن خسائر بشرية، لكن خزانات الوقود تضرَّرت. وليس واضحاً من صور الحطام التي تداولتها الوسائط ما إذا كانت بقايا مُسيّرة انتحارية أم بقايا صاروخ أُطلق من مُسيّرة استراتيجية. كما استهدفت مُسيَّراتٌ مدينة مروي في المساء ذاته، وتصدّت لها مضادات الجيش الأرضية.

4 مايو 2025

كان اليوم التالي عصيباً على شرق السودان، حيث بدأ هجومٌ استمرّ خمسة أيام متتالية. بدأ الهجوم الأول في الثالثة والنصف فجر الرابع من مايو واستمرّ لأربع ساعات بحسب تصريح قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية، مستهدفاً مطار بورتسودان بـ 5 مسيرات انتحارية. كما استهدف قاعدة عثمان دقنة الجوية ومحطة الرادار بقاعدة فلامنجو البحرية وبعض المنشآت المدنية الاستراتيجية. وفي تصريح صحفي قال الناطق باسم القوات المسلحة، العميد نبيل عبد الله، إنّ المضادّات الأرضية تصدَّت لمُسيَّراتٍ استهدفَت قاعدة عثمان دقنة الجوية ومستودعاً للبضائع ومنشآت مدنية في بورتسودان صباح الأحد 4 مايو، وأنّ ضرراً محدوداً وقع في مخزن ذخائر بلا أضرار بشرية.

 ووثّق المواطنون بالڤيديوهات انفجاراً كبيراً قرب المطار وتصاعُد أعمدة الدخان، لكن لم يكن واضحاً ما إذا كان الانفجار في المطار أم في معسكر الجيش بالقُرب منه. وأدّى هجوم المُسيّرات الخمس على مطار بورتسودان الى انقطاع الكهرباء عن أجزاء من المطار. وعقب الهجوم أصدرت سلطة الطيران المدني نشرةً بتعليق الرحلات ما بين العاشرة صباحاً والخامسة مساءً، كما زار رئيس مجلس السيادة المطار المُستهدَف. وتداولت منصّات التواصل الاجتماعي ڤيديو يُظهر تضرّر السقف المستعار لإحدى صالات المطار جراء الانفجار، ثم لاحقاً  ڤيديوهات لعودة الحركة الطبيعية في المطار بعد استئناف الرحلات. تزامَنَ الهجوم على بورتسودان مع هجوم آخر بالمُسيّرات على سد مروي، وهجوم على مطار كسلا بين السادسة والثامنة صباحاً، بحسب أحد سكان المدينة تحدث لـ «أتَـر»، وهجوم على مدينة الأبيض.  

أصدرت عدة دول بيانات تستنكر وتدين الهجوم على المرافق المدنية والبنية التحتية، من بينها السعودية وقطر والكويت. وكذلك الإمارات!

5 مايو 2025 (1)

أصدرت محكمة العدل الدولية حكماً برفض طلب السودان فرضَ إجراءات مؤقتة تحدُّ من دَور الإمارات في جريمة الإبادة الجماعية. استند الحكم على تحفّظ الإمارات على المادة التاسعة من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمُعاقَبة عليها. وقالت المحكمة إنها لا تستطيع فرض إجراءات مؤقتة على قضية ليس لها سلطة قضائية عليها. ومضت المحكمة أبعد من ذلك، بأن أزالت القضية كليةً لنفس السبب. وصوّت 14 قاضياً لمصلحة القرار الأول، ورفَضَه اثنان، بينما صوّت 9 قضاة فقط لمصلحة القرار الثاني، ورفَضَه 7. 

5 مايو 2025 (2)

في حوالي 4 فجراً في اليوم التالي 5 مايو، استهدفت المُسيّرات مستودعات الوقود الاستراتيجية التابعة للمؤسسة السودانية الحكومية للنفط جنوب المدينة، ما أدّى لاندلاع النيران فيها. وتُظهر ڤيديوهات صوَّرَها مواطنو المدينة صباحاً تصاعُد أعمدة الدخان من المستودعات حتى غطّت سماء المدينة. بحسب مراسل العربية المقداد حسن، بدأ الحريق في مستودعات الجازولين ثم امتدّ إلى المستودعات القريبة والتي كانت مُمتلئة بالوقود.  وفي مساء اليوم ما بين 10 و11 مساءً حدَثَ انفجار آخر سجّلته ڤيديوهات المواطنين عندما امتدّت النيران إلى مستودع آخر، بينما كانت فرق الإطفاء تكافح لاحتواء الحريق. وتُظهر صور مرصد الحرائق التابع لناسا استمرار الحريق حتى يوم الخميس 8 مايو.

6 مايو 2025 (1)

في اليوم التالي، هاجمت المُسيَّرات عدة مواقع في بورتسودان خلال اليوم، مستهدفةً في حوالي الرابعة فجراً مطار بورتسودان، ما أدّى إلى اندلاع حريق في مستودع وقود، وتسبّب في تعليق الرحلات من المطار وإليه؛ وكذلك في ميناء بشائر للنفط ما أدّى إلى حدوث انفجار واندلاع حرائق. كذلك استُهدِفت مستودعات في محيط الميناء الجنوبي داخل المدينة ما أدّى لاندلاع حريق. وأصابت مُسيّرة أخرى فندق مارينا (كورال) قرب قصر الضيافة وقاعدة فلامنقو البحرية. كما أدّى إلى استهداف محطة كهرباء بورتسودان إلى انقطاع الكهرباء في جميع أنحاء المدينة. استُؤنفت الرحلات في مطار بورتسودان مساء. تزامَنَ هذا مع هجوم على مدينة كسلا في ذات اليوم.

6 مايو 2025 (2)

أعلنت حكومة السودان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، وإعلانها دولة عدوان.

7 مايو 2025

لليوم الرابع على التوالي سُمِع دويّ المضادّات الأرضية وشُوهد وميضها في سماء المدينة. وفي اليوم الذي تلاه عاودت المُسيّرات الهجوم وسُمعت أصوات المضاد من جديد. تزامَنَ هذا مع هجوم على كسلا ومروي في عملية استهداف واسعة النطاق.

8 مايو 2025 (1)

استهدف هجومٌ بالمُسيَّرات صباح الخميس 8 مايو مستودعات وقود قرب الميناء النهري في كوستي، ما أدّى إلى انفجارها. ثم توالت الأنباء مساء اليوم بهجوم أكثر من 4 مسيرات مدينة بورتسودان.

8 من مايو 2025 (2)

 كشفت منظمة العفو الدولية أنّ أسلحة صينية متطوّرة قد وصلت إلى قوات الدعم السريع عبر الإمارات، في خرقٍ جديدٍ لحظر الأسلحة على دارفور.

رغم إسقاط محكمة العدل الدولية للقضية بسبب تحفّظات إجرائية، فإنّ الأدلة الميدانية وشهادات السكّان وصور الأقمار الصناعية ترسم مساراً واضحاً: الدعم الخارجي للحرب لا يزال مستمراً، وهذا المسرد يطول.

Scroll to Top