أتر

تحديات تقنية وتنظيمية بكمبالا تعرقل إطلاق خدمة الجواز الإلكتروني باهظة الثمن

بدأت سفارة جمهورية السودان بالعاصمة اليوغندية كمبالا، الجمعة 13 يونيو 2025، تفعيل المركز الإلكتروني للجوازات والسجلّ المدني، عقب وصول فريق مشترك من هيئة الجوازات والسجلّ المدني والمركز القومي للمعلومات إلى يُوغندا، واستكمال الربط الشبكي للمركز مع رئاسة هيئة الجوازات والسجلّ المدني، لتسهيل إجراءات استخراج الجواز الإلكتروني ووثائق السجلّ المدني لأفراد الجالية السودانية المقيمة في يوغندا. وقد أعلنت السفارة عن الرسوم المقرّرة للخدمات المقدَّمة. وبلغت رسوم استخراج الجواز الإلكتروني للبالغين 250 دولاراً أمريكياً، ورسوم استخراج الجواز الإلكتروني للأطفال أقل من 18 عاماً 125 دولاراً أمريكياً، ورسوم استخراج شهادة الميلاد 30 دولاراً أمريكياً، بينما بلغت رسوم استخراج رقم وطني بدل فاقد (للكبار والأطفال) 25 دولاراً أمريكياً. وهي رسوم موحّدة في جميع سفارات السودان. 

متحدّثاً لـ «أتَـر»، قدّر نائب القنصل بسفارة جمهورية السودان بيوغندا مجاهد عبد الرحمن، عدد المسجّلين لاستكمال إجراءاتهم بما يفوق سبعة آلاف مواطن سوداني، للاستفادة من خدمات المركز والبعثة الحالية، واعتبر هذا الرقم مؤشراً على الاحتياج المتزايد لتقديم خدمات جوازات السفر ووثائق السجلّ المدني مثل الأرقام الوطنية وشهادات الميلاد.

لكن على الرغم من الأهمية الكبيرة لبدء عمل المركز الإلكتروني للجوازات والسجلّ المدني، لم يخلُ إطلاق الخدمة من تحديات ومعوقات كبيرة أدّت إلى حالة من التذمّر والاستياء الواضحين بين المنتظرين السودانيين.

يقول عبد الرحمن إنهم واجهوا بعض التحدّيات التقنية المتعلقة بشبكة الإنترنت، ما تسبب في تأجيل إعلان الكشوفات، واضطرّوا إلى ترحيلها من  يوم الثلاثاء 16 يونيو إلى الأربعاء، ويضيف: «استطعنا بعد توجيهات القنصل معالجة مشكلة الإنترنت، فرفعنا سرعته من 10 ميغابايت في الثانية إلى ما بين 40 و45 ميغابايت في الثانية، ما حسّن سير العمل على نحو ملحوظ، خاصة في إجراءات السجلّ المدني التي لا تتطلب اتصالاً بالإنترنت بنفس القدر الذي تحتاج إليه إجراءات الجوازات المعقّدة، التي تتطلّب تصويراً ومراجعة البيانات والتوقيع». 

وأعرب عدد من المواطنين السودانيين لمراسل «أتَـر»، عن استيائهم الشديد من الأعطال المتكرّرة وانقطاع الشبكة، والعدد القليل من أفراد البعثة، مقارنة بالعدد الكبير للمسجِّلين الراغبين في الحصول على الخدمات التي عدّوها باهظة الثمن.

مدير الجوازات ومدير البعثة، مخاطباً المراجعين المنتظرين بسبب التأخير والأعطال

قالت السيدة «منى»، وهي مواطنة سودانية تقيم في يوغندا وتبلغ من العمر 54 عاماً، لمراسل «أتَـر»، إنها بدأت إجراءات تجديد الجواز، وتُعاني من مرض الفشل الكلوي، ولا تستطيع الانتظار لفترة طويلة: «لقد جئنا بناءً على الكشوفات التي أصدرتها السفارة، وتعتمد على أولوية التسجيل عند بداية الإعلان عن قدوم البعثة، لكن الإجراءات بطيئة جداً، والعمل يتوقف كثيراً بسبب أعطال الشبكة المتكرّرة». وأضافت: «نأتي في الساعة السابعة صباحاً، لننتظر اليوم كاملاً بلا فائدة. تكرَّر هذا الأمر لأكثر من ثلاثة أيام حتى اكتملت إجراءات استخراج الجواز. وبعد كل هذا، لا يحين موعد الاستلام إلا بعد 40 يوماً!».

يشكو «محمد»، وهو أحد المواطنين السودانيين الذين يسعون لإكمال إجراءات الجواز الإلكتروني، من ارتفاع تكاليف الإجراءات، ويقول: «بعد توفير التكاليف بصعوبة بسبب الظروف الاقتصادية، ننتظر في صفوف طويلة انتظاراً مملّاً وبلا مبرّر حقيقي، ومع كل عطل فني تتوقّف العملية كاملة، وهذا يؤخّرنا كثيراً. هنالك أطفال وشباب وشيوخ وغيرهم من الفئات يمرون بالمعاناة ذاتها. نتمنى أن تُتدارك هذه المشكلات التقنية والتنظيمية لتسريع وتيرة العمل وتلبية احتياجاتنا».

وأوضحت السفارة عبر صفحتها في تطبيق فيسبوك أنّ استقبال المراجعين يجري وفق قوائم معلنة تباعاً، من يوم الاثنين وحتى الجمعة من كلّ أسبوع، بدءاً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً. وشدّدت السفارة على ضرورة التزام المراجعين بالصبر والحضور في المواعيد المحدّدة، مع إحضار الكود الخاص بالتسجيل عبر إعلانها في بداية العملية.

وقال نائب القنصل بسفارة جمهورية السودان بيوغندا «مجاهد عبد الرحمن»، إنهم يتفهّمون ظروف السودانيين في يوغندا، وقد اضطرّتهم ظروف الحرب للنزوح وفقدان مصادر دخلهم؛ فكثيرٌ منهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية، وأضاف: «ندرك أنّ رسوم الخدمات تشكّل عبئاً عليهم، لكنها رسوم تحدّدها وزارة المالية الاتحادية في السودان لا السفارة، لهذا رفعنا تقريراً مفصلاً لوزارة الخارجية نوضح فيه أوضاع الجالية، قبل قدوم البعثة بشهر، واقترحنا فيه إحالة طلبنا إلى وزارة المالية الاتحادية للنظر في تخفيض الرسوم. وما زلنا نتابع هذا الأمر بإلحاح، آملين أن نجد آذاناً صاغية لتخفيف العبء».

Scroll to Top