القوات المسلّحة تستعيد مدينة بارا
أعلنت القوّات المسلّحة السودانية، اليوم الخميس، نجاحها في استعادة مدينة بارا الواقعة في ولاية شمال كردفان إلى سيطرتها. ونشرَ الجنود صوراً ومقاطع ڤيديو تُظهر مشاركة القوّات المشتركة وقوّات درع السودان المتحالفتين مع القوّات المسلحة في استعادة المدينة؛ كما ظهرت مقاطع ڤيديو يحتفل فيها سكّان مدينة الأبيّض باستعادة بارا.
وشهدت المدينة حركةَ نزوحٍ واسعة بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها في يوليو 2023، وتردّت الخدمات الصحيّة فيها وعانى سكّانها شحّاً في المواد الغذائية، وذبلت أشجارها وجناينها.
جاء الانتصار بعد جملةٍ من التحرّكات العسكرية للقوّات المسلّحة في كردفان، إذ تمكّنت خلال الأسبوع الماضي من استعادة أم دم حاج أحمد، ثمّ زريبة الشيخ البرعي الواقعتين شرق المدينة، ما جعل القوات المسلّحة على بُعد 60 كيلومتراً فقط من المدينة في الاتجاه الشرقي. وتحرّكت القوات المسلحة جنوبَ الأبيض لتُسيطر على كازْقيل، ممهّدةً الطريق نحو الحمّادي والدبيبات والدلنج.
صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي للقوات المسلحة جوار بارا
وشهدت بارا خلال الأيام الماضية مواجهاتٍ عنيفةً بين الجيش وقوات الدعم السريع، نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي يربط طرق الإمداد نحو دارفور ووسط السودان.
ووصَف حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، في منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك، ما جرى بأنه «نصر لكل السودان»، مُشيداً بالقوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية إلى جانب سكّان المدينة.
وقال مواطن من مدينة الأبيّض لمراسل «أتَـر»، إن سكّان المدينة خرجوا مساء اليوم في تظاهرات احتفالية ابتهاجاً باستعادة بارا إلى سيطرة الجيش، حيث شهد السوق الكبير وسوق أب جهل تجمّعات للمواطنين والتجّار.
وتعد السيطرة على مدينة بارا تطوّراً مهماً في مسار المعارك الدائرة في ولايات كردفان ودارفور، حيث تتواصل المواجهات بين الطرفين للسيطرة على مدن ومواقع حيوية.
تقع بارا شمال شرقي مدينة الأبيّض، كبرى مدن شمال كردفان، وتعدّ مركزاً تجارياً وزراعياً مهمّاً في الإقليم، كما تُشكّل عقدة مواصلات حيوية تربط بين ولايات كردفان ودارفور والخرطوم، ما يجعل السيطرة عليها عاملاً مؤثراً في ميزان الإمداد العسكري والاقتصادي بالمنطقة.
حصار الفاشر: ارتفاعٌ في أسعار الأمباز ونقلٌ قسريّ لدماء المغادرين
تظهر الصورة تردي جودة الأمباز في الفاشر
ارتفع سعر جوال الأمباز في الفاشر إلى 1.2 مليون جنيه سوداني، بعد أن كان سعره 250 ألف جنيه في الأسبوع الماضي، نتيجةً لشراء قوات الجيش بالمدينة كمياتٍ كبيرة منه، لتوفير التموين الشهري للجنود بعد حدوث شحّ في «العيش» بحسب إفادة مراسل «أتَـر». وساءت جودة الأمباز بسوق الفاشر وغزَتْه الحشرات بسبب طول فترة تخزينه.
وأصبح الأمباز غذاءً أساسياً للسكّان بسبب الشحّ الشديد الذي تعانيه المدينة في السلع، جرّاء الحصار الذي تفرضه قوّات الدعم السريع عليها. ووسّعت الدعم السريع الخنادق التي حفرتها شمال المدينة، من عرضٍ يبلغ حوالي متراً، وعمقٍ يبلغ حوالي مترين، إلى عرضٍ يبلغ حوالي 4 أمتار وعمقٍ يبلغ حوالي 6 أمتار، كما زادت الجدار الترابي جوار الخندق، وحفرت خنادق جديدة غرب المدينة. وحفرت القوّات المسلحة كذلك خنادق داخل المدينة لتقوية دفاعاتها أمام الدعم السريع، ما حدّ بدَوره من قدرة السكّان على الحركة. ورغم ذلك، تمكّن سكّان من إدخال مجموعة من السلع منها السكّر والمكرونة والدقيق إلى المدينة ما خفض أسعارها قليلاً.
وبحسب سودان تربيون، لجأ أطباء المدينة إلى استخدام الناموسيات لتضميد جراح المصابين بتدوين الدعم السريع بسبب انعدام الشاش. وأخضعت الدعم السريع أشخاصاً، في طريق مغادرتهم إلى طويلة لنقل دمائهم قسراً لعلاج مصابيها، ما أدّى إلى وفاة 10 أشخاص على الأقل.
وفي يوم الثلاثاء 9 سبتمبر، تمكّنت الفرقة السادسة مشاة من صدّ الهجوم رقم 239 الذي شنّته قوات الدعم السريع على المدينة، بعد أن استمرّ الهجوم سبع ساعات.
تضرُّر آلاف الأسر بسبب الفيضانات والسيول في 10 ولاياتٍ في السودان
قالت اللجنة الفنّية لطوارئ الخريف، إنّ عدد الولايات المتأثّرة بالفيضانات والسيول منذ 30 يوليو وحتى 7 سبتمبر بلغَ 10 ولايات، منها 44 محلية، و197 منطقة، وإنّ عدد الأسر المُتضرّرة بلغ 6 آلاف أسرةً تقريباً و26 ألفَ فرد.
ورصدت منظمة الهجرة الدولية نزوحَ حوالي 605 أُسَر في عدة مناطق في شرق وغرب السودان، إثر سيولٍ وفيضانات أصابتها؛ ففي يوم الخميس الماضي، الرابع من سبتمبر، نزحت 64 أسرة من قرية «طرطورة» بولاية جنوب دارفور بسبب الأمطار. وفي اليوم ذاته، نزحت حوالي 24 أسرة في طوكر بولاية البحر الأحمر بعد فيضانات سبّبها ارتفاع منسوب المياه في خور بركة نتيجةً للأمطار الكثيفة في المنطقة. وفي يوم السبت 6 سبتمبر، نزحت حوالي 500 أسرة في قرية ود الشاعر بولاية القضارف، بعد ارتفاع منسوب نهر الرهد بسبب الأمطار، كما نزحت 17 أسرة في قرية مبروكة بمحلية الفاو في اليوم ذاته بعد أن دُمِّرت منازلهم.
وبحسب الهلال الأحمر السوداني، أصابت الفيضانات عدّة قرى بمحلية الرّهد في القضارف، إضافة إلى قرى ود الشاعر، هي كونا، وشرما، وحلة إلياس، وجارمي، والدوحة شرنقال، وعبد اللطيف. كما أصابت سيولٌ وأمطارٌ قرية الدويمة الغربية في الرّهد أبو دَكَنة بشمال كردفان. وبلغ عدد المنازل المتضرّرة فيها 162 منزلاً منها 150 تعرّضت لأضرار جزئية، بينما دُمّر 12 منزلاً، كما أتلفت السيول 75 فداناً من البساتين. وتضرَّر 16 بستاناً بمنطقتي الحقينة الجلّابة وبريمة النار القريبتين وانهار فيهما 60 منزلاً جزئياً.
مُسيّرات الدعم السريع تضربُ مواقع مدنية وعسكرية في الخرطوم
الضرر الواقع على محطة المرخيات
هاجمت مُسيّرات انتحارية أطلقتها الدعم السريع عدّة مواقع في ولاية الخرطوم، يوم الثلاثاء 9 سبتمبر. وبحسب سودان تربيون، استهدفت المُسيّرات قاعدة وادي سيدنا العسكرية، ومحطّة المَرخيّات التحويلية شمالي أم درمان، ومعسكر اليرموك جنوب الخرطوم، ومصفاة الخرطوم بالجيلي شمال بحري. وسبَّب الهجوم أضراراً في محطة المَرخيّات، وأدانه مسؤولون حكوميون منهم رئيس مجلس السيادة، ووالي الخرطوم.
وأدانت وزارة الطاقة استهداف محطة المرخيّات ومصفاة الخرطوم، قائلةً إنّ الهجوم على المصفاة ركّز على مركز التحكّم والعدّادات وخزّانات الغاز وخطوط الوقود التي تربط المصفاة مع محطة كهرباء «قرّي 3».
في المقابل، أصدر «تحالف السودان التأسيسي» بياناً تبنّى فيه الهجوم، قائلاً إنّ الضربات الجوية التي نفّذها «سلاحه الجوي» جاءت ردّاً على استهداف «المستشفيات والمنشآت المدنية في دارفور وكردفان». وقال التحالف إنّ ضرباته استهدفت مواقع عسكرية ولوجستية دون أن تمسّ بالمدنيين أو ممتلكاتهم. وهذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها مُسيّرات الدعم السريع مواقعَ مدنية منذ يونيو الذي شهد استهداف بورتسودان والأبيض.
وتعاني الخرطوم من نقصٍ في إمداد الكهرباء والمياه بسبب ما تعرّضت له خلال الحرب، إذ تبلغ الطاقة الإنتاجية للمياه في الولاية حالياً 35% ممّا كانت عليه قبل الحرب، وتحتاج الولاية إلى 14 ألف محوِّلٍ كهربائي، بحسب «اللجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين لولاية الخرطوم». وقدّرت اللجنة إجمالي الضرر في قطاع الكهرباء بالولاية بـ 468 مليون دولار.
تسجيل 1767 حالة إصابة بالكوليرا، و1378 إصابة بحمّى الضنك، و102 إصابةً بالتهاب الكبد الوبائي
سجّلت وزارة الصحة الاتحادية 1501 حالة إصابة جديدةً بالكوليرا في 13 ولاية، وكانت شمال دارفور وكسلا وجنوب كردفان ووسط دارفور والنيل الأزرق أعلى الولايات تسجيلاً للإصابات. وبحسب تقريرٍ نشرته وزارة الصحة في ولاية كسلا يوم الخميس 4 سبتمبر، سُجِّلت 22 إصابة بالمرض في الولاية ليصبح العدد التراكمي منذ بداية شهر سبتمبر 258 حالة. وسجّلت وزارة الصحة بجنوب دارفور، التابعة للإدارة المدنية للدعم السريع 266 إصابةً جديدة بالكوليرا خلال الأسبوع الماضي. ليبلغ إجمالي الإصابات 4560 حالةً، منها 238 حالة وفاة.
وسجّلت وزارة الصحة الاتحادية 1378 إصابةً بحمّى الضنك في 5 ولايات، كانت الخرطوم أعلاها من حيث معدّلات الإصابة. وسجّلت الوزارة 102 إصابة بڤيروس التهاب الكبد الوبائي، جميعها في ولاية الجزيرة.
«خنفساء بيدروس» تُسبِّب أزمةً صحيةً في كوستي
اجتاحت موجةٌ من القلق مدينة كوستي خلال الأسابيع الماضية عقب انتشار حشرة موسمية تعرف بـ«خنفساء بيدروس»، تسبّبت في إصاباتٍ جلدية شديدة وسط السكّان، شُبِّهت من قبل المصابين بـ«الحزام الناري»، نظراً لأعراضها المؤلمة وأثرها على الجلد.
وبحسب مصادر طبية محلّية تحدّثت إلى مراسلة «أتَـر»، أصيب العديد من سكّان كوستي بدرجاتٍ متفاوتة من الطفح الجلدي، مع تسجيل عشرات الحالات الجديدة يومياً خلال ذروة الانتشار. وقالت المصادر إنّ غياب التوعية أسهم في تفاقم الوضع، إذ يتعامل العديد من المصابين مع الأعراض باعتبارها حساسية أو طفحاً جلدياً مجهولَ السبب، دون ربطها مباشرة بالحشرة.
وقالت طبيبة أمراض جلدية تحدّثت لمراسلة «أتَـر»، إنّ الحشرة تنتشر سنوياً في موسم الخريف، لا سيّما في البيئات الرطبة والممتلئة بالحشائش؛ لكنها أكّدت أنّ انتشارها هذا العام يُعدّ الأكبر منذ سنوات، مُرجعةً ذلك إلى ضعف التدخّل الوقائي وغياب حملات رشّ المبيدات في المناطق الزراعية. ويلاحظ المواطنون غياباً لافتاً لتدخّل وزارة الصحة، سواءٌ أكان على مستوى التوعية المجتمعية أم إجراءات المكافحة الوقائية، فلم تُسجَّل حتى الآن حملات رشّ منظّمة أو خطط استجابةٍ واضحة من قبل الجهات الصحية الرسمية.
وأشارت الطبيبة إلى أنّ التعامل مع الخنفساء يجب أن يجري بحذر شديد، لأنّ سحقها على الجلد يؤدّي إلى إفرازَ المادة السامة. ويُوصي أطباءٌ بعدة إجراءاتٍ وقائيةٍ أهمّها استبدال الإضاءة البيضاء بلمبات (LED) وتجنّب لمس الوجه والعين بعد ملامستها.
ورُصِدت أغلب الإصابات في المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية، مثل حي 54، والأحياء المجاورة للسوق الشعبي، إضافة إلى المناطق الزراعية المحيطة، وأرياف كوستي، ومحلّية قولي شمال المدينة، حيث تنتشر المياه الراكدة والنباتات الكثيفة.
آمال منتخب السودان في التأهّل إلى المونديال تتبدّد
تبدّدت آمال منتخب السودان في التأهُّل المباشر إلى نهائيات كأس العالم 2026، المقرّرة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بعد تعرّضه لهزيمتين متتاليتين أمام منتخب السنغال بنتيجة (2-0) في 5 سبتمبر الماضي، ومنتخب توغو (1-0) في يوم 9 سبتمبر، ضمن الجولتين السابعة والثامنة من التصفيات الأفريقية المؤهّلة للمونديال. أتى هذا التراجع المفاجئ في النتائج بعد أن كان المُنتخب في صدارة مجموعته. تحوَّل حلم الجماهير السودانية في المشاركة بالمونديال إلى كابوس الإقصاء. وسيستقبل المنتخب السوداني في الجولة التاسعة نظيره الموريتاني، قبل أن يختتم مشواره بمواجهة الكونغو الديمقراطية في الجولة العاشرة والأخيرة.



