أسبوع دموي في الفاشر
منذ التاسع عشر من سبتمبر الجاري وحتى الرابع والعشرين منه، تصاعَد القصف على مدينة الفاشر، التي تحوّلت منذ شهور إلى ساحة مفتوحة للقصف والمعارك، في وقت يشتدّ فيه حصار قوات الدعم السريع عليها، وتتعقّد الأزمة الإنسانية.
في واحدة من أعنف الضربات التي شهدتها المدينة في الآونة الأخيرة، استهدف هجوم نفّذته مُسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع، الجمعة الماضية 19 سبتمبر، مسجد الصافية بحي الدرجة الأولى، أثناء صلاة الفجر، ما أدّى إلى مقتل العشرات من السكّان، بينهم شخصيات اجتماعية بارزة، وفق إفاداتِ شهود عيان. واضطرّ السكّان إلى دفن بعض جثامين الضحايا في أكياس بلاستيكية لعدم توفر الأكفان. وأكّدت مصادر محلية أن القصف تواصَل على أحياء شمال وغرب المدينة في ذلك اليوم، وأسفر عن سقوط ضحايا في مراكز الإيواء. في اليوم التالي، 20 سبتمبر، لقي محمداي عبد الله خاطر، أمين عام حكومة شمال دارفور وزوجته مصرعهما إثر سقوط قذيفة على منزلهما.
ومع استمرار العمليات العسكرية، تواصلت معاناة مواطني الفاشر، بسبب انعدام الخبز وندرة المياه، وشحّ الدواء، وسط مناشدات مبادرات محلية لدعم المطابخ المجتمعية العاملة على خطوط التماس شمال المدينة وجنوبها. وعلى الرغم من القصف المستمر والحصار الخانق، تبرز صور للتكافل بين الأهالي. وأخبر متطوّعون «أتَـر» أن بعض التكايا لا تزال تقدم الوجبات رغم تعرّضها للاستهداف، أما السكان فيَتقاسمون ما توفر من طعام. وكانت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر قد وجهت في 21 سبتمبر انتقادات للقيادات السياسية والعسكرية، متهمة إياها بـ«التخاذل والانشغال بتقاسم المناصب».
لم تتوقف الهجمات عند المساجد والمنازل، بل امتدّت إلى الأسواق؛ ففي 24 سبتمبر، شنَّت مُسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع هجوماً على سوق محلي مُكتظ، ما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 27 مدنياً. وأخبر شاهد عيان «أتَـر» أن قوات الدعم السريع اجتاحت معسكر أبو شوك، ودخلت سوق نيفاشا الواقع شمال المدينة، ونفذت فيه عمليات نهب وسرقة، إضافة إلى سيطرتها على مقر معسكر القوة المشتركة الذي كان في السابق مقراً للأمم المتحدة. وتسمح الدعم السريع للنازحين من الفاشر إلى طويلة أو الدبة أو الطينة السودانية، بالعبور بعد دفع مبلغ 500 ألف جنيه لكل فرد، و1.5 مليون جنيه للأسرة.
الخرطوم تُسجّل أعلى معدّل إصابة بحمّى الضنك
تُسجِّل مستشفيات ولاية الخرطوم مئات الإصابات بحمّى الضنك والكوليرا أسبوعياً، في ظلّ تفاقم الوضع الصحّي بالعاصمة. وبحسب تقرير الوضع الوبائي الثلاثاء 23 سبتمبر الماضي، سُجّلت 1194 إصابة بالكوليرا من 13 ولاية في السودان، في حين سُجلت 2065 إصابة بحمى الضنك في 5 ولايات، أعلاها بالخرطوم، وتُمثّل 74% من جملة الإصابات الجديدة، ليبلغ العدد التراكمي للإصابات بمرض الكوليرا منذ يوليو 2024، 106,893 إصابة؛ بينما بلغ العدد التراكمي لإصابات حمى الضنك منذ يناير 2025 11,164 إصابة. وأطلقت وزارة الصحة الاتحادية الثلاثاء 23 سبتمبر الماضي مبادرة سمّتها (بالتجفيف.. الحمى بتقيف)، تهدف لمُكافحة نواقل الأمراض، يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع.
شحّ وندرة في دِرِبّات البندول
في ظل انهيار النظام الصحي وتفشي الأمراض، تُعاني مُدن السودان المختلفة من شُح ونُدرة في الدواء، خاصةً دِرِبّات البندول. وبحسب عضو بغرفة طوارئ المحيريبا، في محلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة، الذي تحدث لمراسل «أتَـر»، فمن بين 10 إلى 12 صيدلية بالمنطقة، يوجد الدواء في صيدلية واحدة، ويتناقص مخزونه يوماً بعد يوم نظراً للطلب العالي. ويحتاج مريض حمى الضنك لخمسة دِرِبّات بندول في اليوم الواحد، مشيراً إلى انعدام دِرِبّات البندول تماماً في المنطقة، ونوّه إلى أنها كانت تباع بسعر 4500 جنيه للدرب الواحد قبل انعدامها، مع توقعات بزيادة كبيرة في أسعارها في الأيام المقبلة. في حين بلغ سعر درب البندول في مدينة شندي مبلغ 8,000 جنيه سوداني، وفي ولاية الخرطوم مبلغ 4,500 جنيه، وشكى المواطنون من نُدرته، كما بلغ سعره في مدينة عطبرة مبلغ 2,500 جنيه، بحسب مصدر طبي من المدينة. من جهتها، أعلنت ولاية الجزيرة، تخصيص ثمانية مستشفيات لعلاج مرضى وبائيات الضنك والملاريا على نفقة الحكومة الولائية. وقال والي الجزيرة الطاهر إبراهيم في تصريحات صحفية، إن المستشفيات بحواضر المحليات الثماني، ستوفر جميع معينات العمل من محاليل وأسرّة وكوادر ووسائل حركة. وتشهد ولاية الجزيرة ازدياداً مضطرداً في معدلات الإصابة بالوبائيات؛ ويطالب عدد من المواطنين بإعلان الولاية منطقة كوارث صحية، وفتح الباب أمام المنظمات الدولية لإنقاذهم من الأمراض. وكان الدكتور أسامة عبد الرحمن الفكي مدير عام وزارة الصحة بولاية الجزيرة، قد كشف عن وضع خطة لاحتواء حمى الضنك والملاريا مدتها 30 يوماً، وذلك بمواصلة حملات القضاء على نواقل الأمراض وتجفيف البرك والمستنقعات بالولاية، معلناً أن الشهر المقبل سيشهد انطلاقة التطعيم ضد الملاريا.
الأرصاد تتوقّع أمطاراً وعواصفَ رعديّة في بعض الولايات
أطلقت الهيئة العامة للأرصاد الجوية اليوم إنذاراً باللون البرتقالي، محذرةً من احتمالات عالية لحدوث أمطار غزيرة وعواصف رعدية في عدد من الولايات. وتشمل المناطق المتأثرة شرق وجنوب ولاية القضارف، وشرق ولاية سنار، وشرق ولاية النيل الأزرق، وولاية جنوب كردفان، وجنوب غرب ولاية وسط دارفور. ووفقاً لتوقعات الهيئة، فإن هذه التقلبات الجوية ستبدأ اعتباراً من الساعة الخامسة مساء اليوم الخميس، وقد تمتد حتى الساعة الخامسة من صباح الجمعة.
تحذيرات من ارتفاع مناسيب النيل
أطلقت وزارة الري والموارد المائية تحذيراً عاجلاً للمواطنين المقيمين على ضفتي النيل الأزرق من الروصيرص إلى الخرطوم، وعلى ضفتي نهر النيل من الخرطوم حتى مدينة مروي، وذلك بسبب الارتفاع الملحوظ في مناسيب المياه الناتج عن زيادة الوارد المائي في النيل الأزرق.
وأكدت الوزارة في بيانها ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية عاجلة، لا سيما في المناطق المنخفضة والقريبة من مجرى النهر، تفادياً لأي أخطار مُحتمَلة قد تنجم عن الفيضانات أو تدفق المياه المفاجئ. ودعت السكان إلى توخي الحذر خلال الأيام المقبلة، في ظل توقعات باستمرار ارتفاع المناسيب.
أمطار وسيول في أم روابة
شهدت مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان، يوم الاثنين 22 سبتمبر الماضي، هطول أمطار غزيرة استمرت لساعات منذ الصباح وحتى منتصف النهار، ما أسفر عن أضرار واسعة شملت مئات المنازل التي انهارت جزئياً أو كلياً، وغمرت المياه عشرات منها بالكامل، ما اضطر سكانها إلى مغادرتها، إلى جانب انهيار عشرات الحمامات في أحياء متفرقة. كما طالت الأضرار القطاع التعليمي، إذ تضررت عدة مدارس، منها مدرسة عمر غابات بنين التي غمرتها المياه كلياً، وانهار عدد من مبانيها بما في ذلك الحمامات والسور. كذلك غرق وتهدَّم جزء من فصول ومباني مدرسة النهضة المتوسطة بنات. وتداول ناشطون مقاطع مصورة لتدفّق السيول في منطقة حفرة حمو قرب السوق الجنوبي، ما أثار مخاوف من تهديد مباشر للمحال التجارية والبنية التحتية في المنطقة.
لجنة عليا لمُراجعة المناهج التعليمية في البلاد
أصدر وزير التعليم والتربية الوطنية د. تهامي الزين حجر، قراراً بتشكيل لجنة عليا لمراجعة مناهج التعليم العام في البلاد. وبحسب القرار رقم (5) لسنة 2025م، فإن مهام اللجنة المُشار إليها تتمثل في مراجعة مناهج التعليم العام من حيث «مواكبتها للظروف العامة للبلاد ومواجهتها للتحديات الماثلة».
وتُعد هذه الخطوة أول مراجعة واسعة منذ تعديلات عام 2019 التي أجرتها لجنة برئاسة الأكاديمي عمر القرَّاي. وكانت تلك التعديلات قد أثارت جدلاً واسعاً، وواجهت انتقادات حادة بدعوى طغيان الطابع السياسي على الجانب العلمي، إلى جانب ما شابها من أخطاء لغوية ومحتوى غير دقيق، الأمر الذي دفع وزارة التربية آنذاك إلى استثناء بعض الدروس من التطبيق.
بدء تنفيذ إجراءات تنظيم الوجود الأجنبي بولاية الخرطوم
أعلنت لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة بالتنسيق مع لجنة تفريغ العاصمة من اللاجئين والوجود الأجنبي غير المقنَّن، عن بدء تنفيذ إجراءات تنظيم الوجود الأجنبي بولاية الخرطوم، استناداً إلى القوانين واللوائح السارية. وأكدت اللجان أن الأجانب المقيمين بطرق غير مشروعة سيجري ترحيلهم إلى بلدانهم، بينما دعت الذين انتهت صلاحية إقاماتهم إلى الإسراع بتوفيق أوضاعهم أو مغادرة البلاد تفادياً للمساءلة القانونية. أما اللاجئون فسيَجري ترحيلهم إلى معسكرات مُخصَّصة تُتيح لمفوضية اللاجئين والمنظمات المختصة تقديم الخدمات الإنسانية لهم، وستُنظَّم حملاتٌ ميدانية لضبط المخالفين وإحالتهم إلى القضاء وفق القانون.
قرار حظر استيراد البضائع غير مستوفية الإجراءات المصرفية يدخل حيّز التنفيذ
شرعت الحكومة السودانية، رسمياً، في تنفيذ قرار إيقاف استيراد البضائع غير المستوفية للضوابط المصرفية، وذلك عقب اجتماع تنسيقي برئاسة وزيرة الصناعة والتجارة، محاسن علي يعقوب، ومشاركة ممثلين عن وزارات المالية والاتصالات والنقل، إلى جانب محافظ بنك السودان المركزي ومدير قوات الجمارك.
وأوضحت الوزيرة أن الاجتماع جاء في إطار ضبط إجراءات التجارة الخارجية وتنسيق الجهود بين الجهات ذات الصلة لضمان تنفيذ قرار اللجنة العليا للطوارئ الاقتصادية، وأكدت أن القرار يستهدف إيقاف عمليات الاستيراد العشوائي وحصره في البضائع المستوفية للضوابط المالية والمصرفية.
في الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة: لا حلّ عسكرياً في السودان
في كلمته الافتتاحية أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، شدّد أمينها العام أنطونيو غوتيريش، على أن النزاع في السودان لا يمكن حله عسكرياً، داعياً جميع الأطراف، بمن فيهم الحاضرون في القاعة، إلى إنهاء الدعم الخارجي الذي يُفاقم سفك الدماء، والضغط من أجل حماية المدنيين، وأكد أن الشعب السوداني يستحق السلام والكرامة والأمل، مشيراً إلى أن المدنيين يُقتلون ويُجوَّعون وتُسكت أصواتهم، وأن النساء والفتيات يواجهن عنفاً لا يمكن وصفه.
في الكونفيدرالية: الأهلي مدني يفوز، والزمالة أم روابة يخسر
بدأ فريق الأهلي مدني مشاركته في بطولة كأس الكونفيدرالية الأفريقية بانتصار ثمين على النجم الساحلي التونسي، بهدف دون رد، وذلك في لقاء الذهاب للدور التمهيدي الأول الذي جرى عصر السبت 20 سبتمبر الماضي بالعاصمة التنزانية دار السلام. وسجل اللاعب خالد سنجة هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 85، ليمنح ممثل السودان أفضلية قبل لقاء الإياب المنتظر في مدينة سوسة التونسية السبت 27 سبتمبر القادم.
وفي المقابل، تلقَّى فريق الزمالة أم روابة خسارة أمام نادي ديكيداها الصومالي بهدف دون رد، في المباراة التي أقيمت مساء الأحد الماضي بملعب كساراني بالعاصمة الكينية نيروبي. وجاء هدف اللقاء في الدقيقة 77، ليمنح الفريق الصومالي أفضلية قبل مواجهة العودة المرتقبة السبت 27 سبتمبر المقبل في الملعب ذاته.



