انخفاض عدد سكّان محلية الفاشر إلى 38% مما كان عليه قبل الحرب
تصوير: مروان عبدالله
انخفض عدد سكّان محلية الفاشر إلى 38% فقط مما كان عليه قبل أبريل 2023، بعد نزوح 1,042,140 شخصاً من المحلية، أي 11% من جملة النازحين في السودان جراء حرب 15 أبريل، وذلك وفق تقرير نشرته منظمة الهجرة الدولية يوم الأحد 5 أكتوبر.
وعلى نحوٍ عام، بلغ عدد النازحين من ولاية شمال دارفور 1,959,436 شخصاً. وشهدت الولاية، وفق رصد المنظمة، 222 حدثاً مُسبِّباً للنزوح، منها 166 هجوماً أو اشتباكاً مسلحاً، و56 كارثةً طبيعية. وتشكل هذه الأحداث 34% من جملة الأحداث التي سببت نزوحاً في السودان بعد حرب 15 أبريل. وشهد أبريل من العام 2025 أكبر حركة نزوح في الولاية، إذ نزح 498,955 من معسكر زمزم، بعد هجوم قوات الدعم السريع عليه، ويمثل هذا الرقم 99% من سكان المعسكر.
ويبلغ عدد النازحين في محلية طويلة بشمال دارفور 575,958 شخصاً، ما يجعلها أكثر محليات ولاية شمال دارفور استضافةً للنازحين، تليها دار السلام جنوبي الفاشر التي تأوي 239,399 نازحاً، ثمّ الفاشر التي يقطنها 204,454 نازحاً رغم انخفاض عدد سكانها.
وتواصل «أتر» رصدها لما يحدث في الفاشر المُحاصرة، وفي ما يلي مسردٌ لأحداث الأسبوع:
الجمعة 3 أكتوبر
تعرّضت المدينة إلى قصف مدفعي مكثف استهدف الأحياء السكنية والأسواق والمستشفيات ومراكز الإيواء، بحسب تنسيقية لجان مقاومة الفاشر.
الأحد 5 أكتوبر
قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر إنّ سعر جوال الأمباز بلغ مليونَي جنيه سوداني، وأضافت أنّ معظم التكايا توقفت بعد عجزها عن شراء الأمباز أو الذرة.
وقال شاهد عيان في المدينة لـ«أتر»، إنّ تجار الأمباز يبيعون جوال الأمباز كاملاً وعبر بنكك، ولا يبيعونه بالتجزئة، ما صعّب شراءه. وقال إنّ نوعين من الخضروات، هما الخضرة والبامية، ظهَرَا خلال الأسابيع الماضية.
الاثنين 6 أكتوبر
شهدت المدينة هجوماً واسعاً شنته الدعم السريع وقصفاً طالَ المدنيين والمرافق الطبية. وقالت «شبكة أطباء السودان» إنّ القصف أدى إلى مقتل 13 شخصاً وإصابة 19 آخرين، بينهم 7 أطفال وامرأةٌ حبلى.
وقال مصدرٌ في المدينة لـ«أتر» إنّ المسيرات التابعة للدعم السريع باتت تحمل أسطوانات غازية تُطلق في الأحياء، وتسبب تقيؤاً وآلاماً في العيون والحلق، وقال إنّ التحرك في المدينة أصبح صعباً وشبه مستحيل، بسبب انتشار الغازات وتأثيرها الواسع.
الثلاثاء 7 أكتوبر
شنت الدعم السريع هجوماً تمكنت القوات المسلحة من صده. وأعلنت القوات المسلحة نجاحها في تنفيذ إسقاطٍ جوي للفرقة السادسة مشاة وتسلُّمِ الفرقة لكلّ العتاد.
الأربعاء 8 أكتوبر
قصفت الدعم السريع المستشفى السعودي. وقالت شبكة أطباء السودان، إنّ 12 شخصاً قتلوا وأصيب 17 آخرون بينهم طبيبة وكادر تمريض جراء القصف. لكن، نفت مصادر طبية داخل المستشفى لـ«أتر» وقوع إصابات في صفوف الكوادر الطبية، وأضافت أنّ القصف أثار الذعر وأوقف الخدمة مؤقتاً.
وشهد اليوم نفسه قصفاً جديداً لأحياء أبو شوك الحلة وأبو قرون، وفق شهادات لـ«أتر». وقال شاهد آخر إنّ قوات الدعم السريع نفذت في الأيام الماضية تصفياتٍ ميدانية بحق كبار السن وذوي الإعاقة؛ كما استطاعت الدعم السريع الدخول إلى مركز إيواء مدرسة أبو طالب، وعدة وحدات عسكرية قرب قيادة الفرقة السادسة مشاة، ولم تمكث فيها كثيراً.
وقال مصدران إنّ مسجداً في حي أبو شوك بالفاشر، تعرض مساء الأربعاء إلى قصفٍ مدفعي خلّف أكثر من 30 من «إصابات ووفيات»، معظمهم من النساء والأطفال النازحين. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية مقتل 13 شخصاً في القصف الذي استهدف المسجد.
الخميس 9 أكتوبر
قال مختبر جامعة «ييل» للأبحاث الإنسانية إنّه رصد حرقاً منظماً لمنازل حي الدرجة الأولى في الفاشر، جوار سوق نيفاشا، وإنّ الحريق امتد ليشمل حوالي 1700 متر مربع. ويقول المختبر إنّ الحريق حدث في الفترة بين 4 و8 أكتوبر، استناداً إلى صورٍ التُقطت عبر الأقمار الصناعية. وذكر المركز أيضاً أنّ الدعم السريع أكملت الخندق الذي تحفره حول المدينة، إذ أصبح طوله 57 كيلومتراً، وأحاط بالمدينة بأكملها.
وبحسب المختبر، تركت الدعم السريع أربعَ فجواتٍ في الخندق، لتكون بوابات للعبور من المدينة وإليها، وأقامت على كلٍ منها ارتكازات للتفتيش. ولاحظ المعمل حفر الدعم السريع خنادق فرعية حول «بوابة مليط»، يرجح أنّ الهدف منها ضبط الحركة في البوابة.
الجزيرة: الوبائيات تتفشى والدواء شحيح في المشافي ومنتشر في السوق الموازي
تعاني ولاية الجزيرة أوضاعاً صحيةً شديدة الصعوبة، إذ بلغت الإصابات بحمّى الضنك في الولاية 434 إصابةً منها 5 وفيات، وفق تقرير الترصّد والمعلومات، الذي أصدره مركز عمليات الطوارئ الاتحادي، الثلاثاء الماضي. وقال مدير طبّي في أحد مستشفيات محلية المناقل لـ«أتَـر»، إنّ حالات التردّد تتراوح بين 30 و40 حالة في اليوم بالمستشفى الذي يعمل به، وإن 70% منها حالات اشتباه أو مؤكّدة بحمّى الضنك.
وأخبر مصدر مطّلع من داخل وزارة الصحة بالجزيرة لـ«أتَـر»، أنّ مجموعة من المحاليل الوريدية «دربّات البندول» وصلت إلى وزارة الصحة الولائية، لتوزيعها مجّاناً على المرضى، من منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، ووجدت طريقها إلى السوق الموازي من داخل مخازن الإمدادات الطبية التابعة للوزارة، وتُباع بأسعار تتراوح ما بين 7 و 10 آلاف جنيه. وروى مواطنون لمراسل «أتر» أنّهم لم يجدوا أدويةً للوباء إلا في السوق الموازي وبمبالغ باهظة، إذ اشترى مواطنون «دربات البندول» بمبالغ وصلت ـ10 آلاف جنيه، و21 ألف جنيه بعد بحث استمر لأيام، وكان سعر الدربات سابقاً حوالي 3.5 ألف جنيه.
تقرأون مزيداً عن هذا الأمر في قصتنا المنشورة في هذا العدد بعنوان: «حربٌ جديدة في الجزيرة: ثلاثية الضنك، الملاريا، الكوليرا».
انحسار فيضان النيل الأزرق واستمرار فيضان النيل الأبيض
قالت الإدارة العامة لشؤون مياه النيل، التابعة لوزارة الري والموارد المائية، يوم الثلاثاء 7 أكتوبر، إنّ موجة فيضان النيل الأزرق انحسرت، بينما يظلّ إيراد النيل الأبيض مرتفعاً، منبهةً سكّان المناطق الواقعة على ضفافه إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أنفسهم. وانخفض إيراد النيل الأزرق إلى 135 مليون متر مكعب بعد أن بلغ 750 مليون متر مكعب في نهاية سبتمبر، بينما يبلغ إيراد النيل الأبيض حالياً 240 مليون متر مكعب.
وتضررت 2454 أسرة من الفيضان في ولاية الجزيرة حتى 29 سبتمبر 2025، ودُمِّر 1129 منزلاً كلياً، ودُمِّر 1031 منزلاً جزئياً، وأُصيب 26 شخصاً وتوفي 10 أشخاص. وفي ولاية الخرطوم، نزحت 1200 أسرة تسكن مناطق عدة بشمال بحري، منها الفكي هاشم وود رملي يوم 30 سبتمبر بسبب الفيضان، كما نزحت 100 أسرة تسكن محلية جبل أولياء في اليوم نفسه.
اعتقالاتٌ واسعة في جنوب دارفور وإعادة تشغيل سجن الضعين
أجرت قوات الدعم السريع حملة اعتقالات واسعة في مناطق عدّة في جنوب دارفور بتهم التعاون مع السلطات في بورتسودان أو رفض العمل في الإدارة المدنية. واعتقلت الدعم السريع، مطلعَ هذا الأسبوع، حوالي 70 شخصاً في محلية مرشينج، بجنوب دارفور، وفق «راديو دبنقا»، كان جلهم سابقاً موظفين أو عناصر في الشرطة.
وفي يومي الثلاثاء والأربعاء، اعتقلت الدعم السريع جنوداً سابقين في الجيش والشرطة وجهاز المخابرات العامة في نيالا بحسب «دارفور 24». وذكرت المنصة أيضاً أنّ الدعم السريع أعادت تشغيل سجن الضعين، كما أطلقت سراح 26 عنصراً سابقاً للشرطة في الولاية بعد أن حاكمتهم وفرضت عليهم غرامات تبلغ 200 ألف جنيه للفرد.
نتائج الشهادة الابتدائية بجنوب كردفان: الدلنج تتصدر
أعلنت ولاية جنوب كردفان نتائج الشهادة الابتدائية للعام الدراسي المنصرم. وحازت الدلنج على أعلى متوسط درجات في «المحافظات التي امتحن فيها أكثر من 1000 طالب»، بينما كانت العباسية تقلي أعلى «المحافظات التي امتحن فيها ما بين 500 و1000 طالب»، والريف الشرقي أعلى «المحافظات التي امتحن فيها أقل من 500 طالب». وتمكنت الدلنج من إحراز متوسط درجاتٍ مرتفع وحضورٍ عالٍ للامتحان رغم كونها تحت حصار تضرمه قوات الدعم السريع والحركة الشعبية – جناح الحلو، ما أنتج ظروفاً معيشيةً قاسيةً بالمدينة.
وصل أعضاءٌ من «نادي الدراج السوداني» إلى سنجة، يوم الاثنين 6 أكتوبر، عقب رحلة طويلة بدأت من الخرطوم. ويجري النادي تمارين تَحَمّل لأعضائه ضمن حملةٍ تهدف إلى الإعلان عن عودة أنشطته ونشر ثقافة ركوب الدرجات، إذ تشمل الحملة مسارين، أحدهما من الخرطوم إلى سنجة، والآخر من الخرطوم إلى بورتسودان. وتمكن المشاركون في مسار بورتسودان من الوصول إلى وجهتهم في الأربعاء، 1 أكتوبر، بعد رحلة امتدت لـ 825 كيلومتراً واستمرت 6 أيام.
أعمالٌ سودانيةٌ في مهرجان الدوحة السينمائي
أعلنت «مؤسسة الدوحة للأفلام» عرض فيلمين سودانيين لأول مرة في الشرق الأوسط بمهرجان الدوحة السينمائي، المقام في نوفمبر القادم، والفيلمان هما «ملكة القطن» لسوزانا ميرغني و«خرطوم» لأنس سعيد وراوية الحاج وإبراهيم أحمد (سنوبي) وتيماء محمد أحمد وفيليب كوكس.
كما سيشمل المهرجان فعاليةً موسيقيةً سودانيةً بعنوان «أصوات السودان»، يشارك فيها كلٌ من «أوديسي» مغني الراب، والفنانة غيداء، والموسيقي السمّاني هجو، و«دي جي نيدز».



