أتر

دفتر أحوال السودان (99)

الفاشر تعيشُ مقتلةً داميةً بعد سقوطها بيد الدعم السريع

أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، يوم الأحد 26 أكتوبر. ووفقاً لمصادر ميدانية تحدّثت إلى «أتَـر»، انسحبت قيادتا الجيش والقوات المشتركة وحكومة الولاية ليلة 26 أكتوبر وصباح 27 أكتوبر، ووقع بعض القيادات وأعضاء من حكومة الولاية في الأسر.

وأوضح مصدر في القوات المشتركة أنّ الدعم السريع استخدمت أسلحة ذات تقنيات متقدّمة لم يسبق أن استخدمتها منذ بدء الحرب، مثل المُسيّرات الاستراتيجية دقيقة الأهداف والمدافع بمختلف أنواعها، وأنّ تناقص أعداد المقاتلين لم يكن سبباً مباشراً في قرار الانسحاب، لكن التفوّق العسكري التقني المتقدّم للدعم السريع كان عاملاً حاسماً.

ووقعت انتهاكاتٌ واسعةٌ في المدينة على يد الدعم السريع بعد أن سيطرت عليها، شملت تصفياتٍ واسعة للمواطنين خصوصاً في حي الدرجة الأولى، وقتل المرضى الموجودين في المستشفى السعودي ومستشفى الأطفال وعددهم يفوق 460 شخصاً، كما قتلت الدعم السريع العديد من السكّان وهم في طريقهم خارج المدينة، ووثّقت مقاطعٌ مصوّرة من غربي الفاشر، خصوصاً قرب الساتر الترابي، مشاهد لجثث متناثرة على امتداد الطرق المؤدّية إلى خارج المدينة.

وبحسب مصدرٍ عسكري وعضوٍ في غرفة الطوارئ الإنسانية المشتركة للقطاع الشمالي في الفاشر تحدّث لـ«أتَـر»، فإن اللحظات الأولى بعد سقوط الفاشر تحوّلت إلى موجة فرارٍ جماعي، وإنّ الدعم السريع كانت تفرز الشباب عن النساء والأطفال وكبار السن عند مخارج الفاشر، ويصف المصدر مصير الشباب بأنه غامض ومؤلم؛ بعضهم تعرّض للتعذيب والقتل، وبعضهم الآخر للاعتقال، ومنهم من لا يُعرف عنهم شيء حتى الآن.

ووفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، فإنّ ما يُقدَّر بنحو 2000 شخص غادروا المدينة بين يومي 23 و25 أكتوبر 2025، ثم ارتفع العدد إلى 26,030 نازحاً خلال يومي 26 و27 أكتوبر، نزح جلهم إلى القرى الواقعة في ريف المدينة. وفي 31 أكتوبر، قالت المنظمة إنّ إجمالي النازحين من الفاشر والقرى المحيطة بها في الأيام من 26 أكتوبر وحتى 29 أكتوبر بلغ 62,263 شخصاً، وإنّ 25,305 أشخاص نزحوا من القرى المحيطة بالفاشر يوم 29 أكتوبر، والأرجح أنّهم هم من أتو إليها خلال يومي 26 و27 أكتوبر.  

تقرأون مزيداً من التفاصيل عن سقوط الفاشر، وانتهاكات الدعم السريع فيها، وقصص الخارجين من المدينة في قصتنا المنشورة في هذا العدد بعنوان: «سقوط الفاشر: حصار 550 يوماً انتهى بمقتلة دموية».

مسؤولة أمميّة: الدعم السريع منعتنا من دخول الفاشر أثناء الحصار ولا ممرّات آمنة

قالت المنسِّقة المقيمة ومنسِّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، دنِيز براون، في مقابلةٍ مع «أتَـر»، إنّهم طلبوا الحصول على إذنٍ بالوصول الآمن إلى الفاشر من قوات الدعم السريع، وقوبلوا بالرفض، مضيفةً أنّها قضت قرابةَ أسبوعٍ في طويلة وهي تطلب هذا الإذن. وقالت دنِيز إنّ الطريق من طويلة إلى الفاشر لا يتجاوز 50 كيلومتراً، لكنّ دخول المدينة يحتاج إلى ضماناتٍ للمرور الآمن، وإنّ قوافلهم تعرّضت سابقاً لهجمات، منها هجمةٌ قبل أشهر أدت إلى مقتل خمسة أشخاص.

وطعنت دنِيز في ادّعاء قوات الدعم السريع بوجود مرورٍ آمن يخرج منه المواطنون من الفاشر. وقالت إنّ لديهم تقارير موثوقة عن إعداماتٍ تعسّفيةٍ في حقّ مدنيين حاولوا الفرار من الفاشر خلال هذا الأسبوع، وإنّ من وصلوا إلى طويلة في الأيام الأخيرة، ساروا لسبعة أيام أو يزيد دون توقّف، كما توجد قوات تنتشر على طول الطرق الترابية الضيقة التي يخرج بها النازحون من الفاشر، تبتزّ أموالاً من النازحين بالإكراه وتحتجزهم حتى يدفعوا، وتُقيم نقاط تفتيش تعترض العائلات وتستغلّ الضعفاء.

وقالت دنِيز إنّ هنالك فاعلين محليّين يقومون بأعمالٍ بطولية، منهم أطباء وممرّضون ومتطوّعون أنشأوا مراكز تثبيت وإسعاف ورعاية ومرافق طبية في طويلة وقولو وزالنجي ونيرتيتي، وأقاموا مخيماتٍ لاستقبال النازحين، بمن فيهم من فرّوا من زمزم في أبريل. وقالت إنّ الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني يُواجهان نقصاً حاداً في التمويل يكاد يشلّ عملهما، فالتمويل الحالي يغطي 27% فقط من حاجة الاستجابة الإنسانية في السودان.

تقرأون مقابلة «أتَـر» مع دنِيز براون كاملةً في صفحات هذا العدد.

الدعم السريع تُسيطر على بارا وأم دم حاج أحمد وترتكب انتهاكاتٍ واسعة

سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة بارا، بشمال كردفان، يوم السبت 25 أكتوبر، ثمّ سيطرت على محلية أم دم حاج أحمد يوم الاثنين 27 أكتوبر. وارتكبت أثناء تمدّدها في ولاية شمال كردفان انتهاكاتٍ واسعة، إذ يقول مواطنٌ بالأبيض تحدّث لـ«أتَـر» إنّ الدعم السريع أعدمت عشرات المدنيين في بارا، ونفّذت عمليات نهبٍ وسرقةٍ واسعة. وتُقَدِّر المنظمة الدولية للهجرة نزوح ما بين 24 و26 ألف شخص من محلية أم دم حاج أحمد يوم 28 أكتوبر، ونزوحَ 3720 شخصاً من بارا منذ 25 أكتوبر وحتى 28 أكتوبر، و285 شخصاً من مدينة أم روابة يوم 27 أكتوبر، و340 شخصاً من قرية أم بشير بمحلية الرهد يوم 26 أكتوبر.

تقرأونَ مزيداً من التفاصيل عن المشهد الحربي في شمال كردفان في قصتنا المنشورة في هذا العدد بعنوان «بعد سقوط الفاشر: هل ستُحاصَر الأُبيِّض مرةً أُخرى؟».

تسعُ ولايات تُعلنُ الاستنفار والتعبئة العامة

أعلَنَت حكوماتُ تسع ولايات الاستنفارَ والتعبئةَ العامة وفتح معسكراتٍ للتدريب، عُقب سقوط مدينة الفاشر بيد الدعم السريع. والولايات هي الجزيرة وسنار والنيل الأبيض والخرطوم ونهر النيل وكسلا والقضارف والولاية الشمالية، والنيل الأزرق.

وقال والي الجزيرة إنّهم سيدرّبون المستنفَرين على الأسلحة الثقيلة والمُسيّرات، وعيّنَت السلطات الولائية 13 معسكراً للتدريب، وأوصت بتوسيع الارتكازات المُقامة داخل الولاية.   

وعلّقت حكومة نهر النيل الدراسة بالولاية عشرةَ أيام. وأمرت لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية بولاية سنّار المستنفرين العائدين من العمليات السابقة بالتبليغ الفوري.

قتل أكثر من 460 مريضاً بالفاشر واعتداءاتٌ عدّة على الكوادر الصحية

قالت وزارة الصحة الاتحادية إنّ 460 مريضاً ومرافقاً قُتلوا في هجوم الدعم السريع على المستشفى السعودي بمدينة الفاشر يوم 28 أكتوبر. وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ 12 كادراً طبياً يعملون بالمستشفى اختُطفوا في اليوم ذاته. وفي 26 أكتوبر، قُتلت ممرّضةٌ وأصيب ثلاثة عاملين إثر هجوم الدعم السريع عليه. وقالت المنظمة إنّ إجمالي القتلى من الكوادر الطبية بالفاشر بلغ 46 شخصاً، وبلغ عدد المصابين من الكوادر 48.

وقالت وزارة الصحة إنّ 12 كادراً طبية قُتلوا بمدينة بارا في هجماتٍ متفرّقة خلال الأيام الماضية، منهم 7 من منسوبي مكتب منظمة إعانة المرضى الكويتي و5 يتبعون للهلال الأحمر السوداني.

تقريرٌ يرصدُ 654 اعتداءً على النظام الصحي خلال الحرب

أصدرت منظمة «Insecurity Insight» تقريراً يوم الخميس 23 أكتوبر، قالت فيه إنّها رصدت 654 حادثةً اعتُدِي فيها على المؤسسات الصحية أو عُطّلَ فيها الوصول إلى الرعاية الصحية بالسودان منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 وحتى 20 سبتمبر 2025. وأدّت هذه الحوادث إلى تدمير 165 منشأةً صحيةً، وقتل 166 عاملاً بالقطاع الصحي واعتقال 80 عاملاً وخطف 9.

إجراء أوّل ولادةٍ قيصريةٍ منذ 15 عاماً في مستشفى ريفي بالقضارف

أُجريَت أوّل عملية ولادةٍ قيصريةٍ منذ عام 2010 بمستشفى «تبارك الله»، وهو مستشفى ريفي يقع في محلية القريشة شرقي القضارف، وذلك يوم الجمعة 24 أكتوبر. وأجرى العملية اختصاصي نساء وتوليد زائر هو د. بابكر النور، بمشاركة المدير الطبي للمستشفى. وبحسب وكالة السودان للأنباء، فإنّ المستشفى أصبح يُجري العمليات الصغرى داخله منذ عام 2024.

معلّمون جدد ومقاعدُ إجلاس بالخرطوم وسنار وتعديلٌ للتقويم الدراسي

قالت حكومة ولاية الخرطوم إنّها ستستوعب المعلّمين الذي تعاونوا في الفترة السابقة مع المدارس، فأسهموا في سدّ العجز فيها، ضمنَ وظائف المعلّمين الجديدة التي فتحتها الولاية، وتبلغ 5000 وظيفة. وأعلنت حكومة الولاية كذلك عن إعادة تأهيل 64 مدرسة، وتجهيز 100 ألف وحدة إجلاس بالتعاون مع شركة جياد، وطباعة مليون كتابٍ مدرسي. وأعلنت حكومة ولاية سنار عن تجهيز 25 ألف وحدة إجلاس، وتغطية حاجة الصفّ الثالث المتوسّط من الكتب المدرسية، واعدةً بوصول كُتب الصفين الأول والثاني قريباً.

وأعلنت وزارات التعليم بكلٍّ من الخرطوم وشمال كردفان عن تعديل تقاويمها الدراسية، استناداً على تعيين وزارة التعليم الاتحادية يوم 13 أبريل 2026 موعداً لامتحان للشهادة السودانية.

برنامج الغذاء العالمي: ارتفاع قيمة سلة الغذاء إلى 2097 جنيهاً

بحسب تقرير متابعة الأسواق الذي أعده برنامج الغذاء العالمي (WFP) لشهر سبتمبر 2025، ارتفعت قيمة مؤشّر سلّة الغذاء الذي يحسبه البرنامج إلى 2097 جنيهاً خلال شهر سبتمبر. وسلّةُ الغذاء مقياسٌ لما يَمنحُ فرداً واحداً 2100 سعرةً حراريةً في اليوم، وتتكوّن من 8 سلع هي الدخن والبصل وزيت الطبخ ولحم الضأن ولحم العجل والطماطم والسكر ولبن البودرة.

وبحسب إحصاءات البرنامج، بلغ سعر كيلوغرام الدخن في سبتمبر 1290 جنيهاً، وبلغ سعر كيلوغرام دقيق القمح 2,983، أما سعر قنطار الفول السوداني فقد بلغ 98,790 جنيهاً، وبلغ سعر رأس الضأن 227,802 جنيه. وارتفعت أسعار الوقود على نحوٍ ملحوظ، مسجّلةً زيادةً قدرُها 17% للبنزين و16% للجازولين مقارنةً بأغسطس، إلا أنّ سعر البنزين في السوق الأسود انخفض بنسبة 6% عن الشهر السابق، بينما ارتفع سعر الجازولين بنسبة 3%.

وارتفعت أسعار الدخن في الفاشر خلال سنة بنسبة 7350%، ما أدّى إلى استبعادها من حساب المتوسّط القومي باعتبارها قيمةً متطرّفةً تؤثر على دقة المتوسط.

مجلس الوزراء يجيز موجّهات موازنة عام 2026 وسِمَاتها العامة

أجاز مجلس الوزراء الموجّهات والسِّمات العامة لموازنة عام 2026، الخميس 30 أكتوبر. وتتضمّن سِمَات الموازنة العمل على إعادة الإعمار بإعادة تأهيل البنى التحتية والمنشآت خصوصاً في ولاية الخرطوم، وتلبية متطلّبات المجهود الحربي.

وقفةٌ احتجاجيةٌ اعتراضاً على إقامة سوقٍ للتعدين في عَبري

نظّم مواطنون بمدينة عبري بالولاية الشمالية، الخميس 30 أكتوبر، وقفةً احتجاجيةً معارضةً لقيام «سوق الكرامة للتعدين» في مدينتهم، وذلك أمام مبنى رئاسة الوحدة الإدارية بالمدينة. جاء ذلك بعد أن رفضت عدة تنظيمات أهلية قيام السوق في المدينة في اجتماعٍ عقدته يوم الأربعاء 22 أكتوبر. وبعد الوقفة الاحتجاجية، اعتقلت السلطات الأمنية مواطنَيْن هما حسام المصري ومعاذ حسبو إثر نشاطهما في «اللجنة المناهضة لإنشاء سوق الكرامة للتعدين».

توسيعُ الخطوط الإنتاجية بـ«مسلخ القضارف الحديث»

أعلن وزير الثروة الحيوانية والسمكية عن إضافة خطوط إنتاجٍ جديدةٍ لـ«مسلخ القضارف الحديث»، يوم الخميس 23 أكتوبر. وفي يوم الجمعة 24 أكتوبر، اتفقت حكومة ولاية القضارف ووزارة الثروة الحيوانية والسمكية على تسريع الخطى نحو تشييد مدينةٍ للإنتاج الحيواني. وتتضمّن المدينة المزمع إنشاؤها مسالخَ ومدابغَ ومصانعَ للحوم والألبان.

افتُتِحَ «مسلخ القضارف الحديث» في يونيو 2024، ضمن شراكةٍ بين القطاع العام، ممثلاً في وزارة المالية بولاية القضارف، والقطاع الخاص، ممثلاً في شركة «MNA». ويقع المسلخ في منطقة الرواشدة بمحلية وسط القضارف. وبحسب مدير الشركة، يسعى المسلخ إلى تصدير اللحوم المذبوحة إلى دول الخليج العربي أولاً ثمّ التوسّع إلى أسواقٍ أخرى. 

وانخفضت صادراتُ السودان من اللحوم المذبوحة على نحوٍ بالغٍ بعد حرب 15 أبريل، من حوالي 101.8 مليون دولار في 2022 -صُدِّر جلها إلى الإمارات– إلى 2.3 مليون دولار فقط في 2024، إثرَ توقف مسلخ «شركة الكَدَرو للتصنيع الغذائي المحدودة» التابع لمنظومة الصناعات الدفاعية. وعادَ مسلخ الكَدَرو إلى العمل من جديد في أغسطس 2025.  

مؤتمر صُلحٍ أهليّ بين قبيلةٍ سودانيةٍ وأخرى من أفريقيا الوسطى

بدأ مؤتمر صُلحٍ أهلي بين قبيلة التعايشة السودانية وقبيلة الكارا في أفريقيا الوسطى، يوم الأحد 27 أكتوبر، بمدينة أم دافوق الواقعة في أفريقيا الوسطى، وفقاً لـ«دارفور 24». ويأتي المؤتمر بعد اشتباكاتٍ بين القبيلتين، أدّت إلى مقتل العشرات ونزوح العديد من الأسر السودانية من أفريقيا الوسطى إلى أم دافوق السودانية. 

وتراكمت الماشية في محلية أم دافوق السودانية بسبب الاشتباكات، إذ مَنعَت قواتٌ أمنيةٌ من جمهورية أفريقيا الوسطى الرعاةَ السودانيين من أخذ ماشيتهم إلى «المصايف» التي درجوا على الذهاب إليها في هذا الوقت من كلّ عام. وقالت القوات للرعاة السودانيين إنّ السكّان رفضوا دخولهم حتى انعقاد الصلح.

كما قُتِلَ تاجران سودانيان داخل أفريقيا الوسطى على يد قوات تُعرف بـ«السليكا»، بعد أن رفضَا دفع مبلغ طُلب منهما نظير تمرير ذهبٍ كان بحوزتهما، بحسب تاجرٍ سوداني تحدّث لـ«دارفور 24».   

Scroll to Top