أتر

أصوات تحت الحصار (40): من سنجة والقضارف

التصميم مستلهم من أعمال الفنان Medo Kagonka

سنجة، 25 يوليو 2024

طيب بالنسبة للكهرباء والمويه، حالياً ما متوفرات، لأنو في لحظة دخول الدعم السريع، وهم داخلين بضربوا الدانات في كل مكان وضربوا أعمدة الضغط العالي ووقعت الأسلاك كلها، ودا كان سبب في إنو الكهرباء تقطع في سنار والدمازين برضو.

من لحظة دخول الدعم السريع كل الأسواق الصغيرة والكبيرة اتنهبت وأسي حالياً في سنجة مافي سوق فاتح أو فيهو حياة (السوق الشعبي، سوق ليبيا، سوق ام دفسو، والسوق الكبير).

مافي حالياً في سنجة لا عربات لا مواصلات لا ركشة ولا حتى تكاتك صغيرة، والحركة بالرجلين بس، وكل العربات الجات من مدني بسبب الحرب والعربات الأصلا موجودة في المدينة اتنهبت.

المستشفيات أول أماكن استُهدفت، أول ما دخلوا سنجة. المستشفى التعليمي أو الحكومي هو قريب للفرقة 17 مشاة، ودا أول مكان دخلوهو وكسروا الحاجات، وفي برضو مستشفى الشرطة ومستشفى خاص اسمو فيرست كير برضو دخلوهو، بالإضافة للمراكز الصحية، وفي ناس اتحبست في المستشفيات دي لحظة الضربة، وفي ناس قدروا يطلعوا بصعوبة، والناس الما قدروا ديل ما معروف وضعهم شنو للآن.

التعامل حالياً بين المواطنين والقوات حتى من قبل دخول الدعم السريع هو تعامل السمع والطاعة، وبعد دخول الدعامة الوضع بقى أكعب، لأنو للأمانة الطريقة البتعامل بيها الدعم السريع دي أكتر طريقة ما أخلاقية لدرجة ما ممكن زول يتخيلها، أقل نظرة أو رد ما سليم بالنسبة ليهم طوالي إنت اتوقع نفسك ميت، عشان كدا التعامل برضوخ فيهو حفظ للحق في الحياة.

لمن الدعم السريع جاء داخل فعلاً كان في (خلايا نائمة)، لأنو مع أول صوت ضرب في ناس طلعوا أسلحتهم وقالوا إنهم تابعين للدعم السريع، وقبل ما يصلوا وسط المدينة زاتو الضرب بقى مسموع من الأربعة جهات، حتى في حلتنا نحن ناس كتار بنعرفهم معرفة شخصية طلعوا منتمين للدعم السريع، دا خلاف مجموعة الناس البسرقوا وبنهبوا برضو انضموا للدعامة الوقت داك.

مافي أي شكل من أشكال الدولة، حالياً القانون الحاكم في سنجة هو قانون الغابة، القوي يحكم الضعيف، والوضع الأمني ماشي متدهور أكتر تحت أي لحظة بتتفتش، تحت أي لحظة ممكن تتم مداهمتك، وفي ناس ماتوا بكميات كبيرة شديد جوا البيوت وفي الشوارع، وطبعا مافي شبكات تواصل أو إنترنت، زين وmtn واقفين تماماً، سوداني بتجي وتختفي وضعيفة شديد إلا زول يطلع برا المدينة، لكن حالياً الدعامة جابوا ستارلينك في السوق الشعبي، الناس الما طلعت من سنجة شغالة بيهو.

سنجة والقضارف، 23 يوليو 2024

لحدي قبل الأحداث دي بيوم أو يومين الوضع كان عادي جداً، والناس متحركة، الموظف موظف، والعامل عامل، والشغال في السوق شغال، بكل أريحية، بغض النظر عن الأخبار البتجي ومشاكل غرب سنار.

الدعم السريع دا دخل سنجة بالعصر تحديداً الساعة ما بين 3:00-3:30 بالضبط، وفي نفس اليوم دا من الصباح الناس ماشة عادي وعايشة، لكن في توتر لأنو من الساعة 11 ضهر بدينا نسمع أخبار عن إنو الدعامة داخلين سنجة، والقوات بتاعتهم كانت في جبل مويا لمن جات 12 ضهر في منطقة اسمها القويزات في غرب سنجة عرفنا من الناس الفيها إنو في قوات دعم سريع جاتهم، واتواصلت مع زميلي ساكن المنطقة ديك وسألتو من الحاصل، قال لي في دعامة دخلوا لكن ما كتار، وهي قوات متحركة ما وقفت في منطقتهم بس، بعد المكالمة طلعت من الحي حقنا الأنا ساكن فيه (حي الدرجة) وقلت أشوف الحركة في الشارع والوضع كيف على أساس إنو أعرف أتصرف وأطلع كيف لو وصلونا. أول ما وصلت الشارع بتاع المرور السريع لقيت في نازحين جايين طالعين بعرباتهم أو مواصلات وغيرها، ديل طلعوا بس بسبب الخوف، لحدي الوقت دا الدعامة ما دخلوا كل القرى، وفجأة العصر لمن جاء الضرب بدا لدرجة ما قدرت أرجع البيت بسهولة، وأنا راجع الدانات بتقع، وقعت في بيوت وفي ناس، وكان حاجة بشعة، وبقيت ماشي جنب الحيطة بس عشان أصل البيت، لمن وصلت بس لملمت حاجاتي وكلمت أمي وأخواتي إننا حنطلع، عندنا عربية صغيرة ركبتهم فيها وساقهم أخوي الأكبر مني بس طلعوا كدا ليهم دقايق شفت عربات الدعم السريع والمواتر حقتهم داخله الحلة، وشفت عربية جيش هاربة، الناس ديل أول شي عملوهو فتشوا عربات المدنيين، أي عربية في بيت قاعدة بشيلوها وأنا بقيت ما عندي طريقة طلوع ومعاي أخوي أصغر مني، الوضع بقى صعب لأنو الدعامة عملوا ارتكازات في كل الشوارع وشغالين تدوين، ومافي أي اشتباكات مع الجيش، الدعامة براهم بس بضربوا في السلاح وبفكوا في الدانات.

بعد نص ساعة وصلونا وكسروا باب البيت ودخلوا، أنا طلعت ليهم وخليت أخوي ومعاهو نسوان وأطفال من الحلة دخلناهم البيت يحتموا بيهو، أنا طلعت ليهم على أساس إنو لازم زول يتكلم معاهم، أول ما طلعت ليهم فكوا طلقة بتاعت كلاش في الأرض وقالوا لي إنت عسكري الطلقة دي الجابها هنا شنو، طلع لينا الأسلحة العندك، والسلاح لسه موجه لي في راسي، وأنا لمدة ساعة بقنع فيهم إني طالب ومعاي بطاقة بتثبت كدا، وأنا ما عسكري، ما اقتنعوا، ساعة كاملة بقولوا لي “قوم واقعد اعمل أرنب نط، وصفا وانتباه”، لمن خلصوا من الحاجة دي في عمارة جنبنا قالوا لي أرح افتح البيت دا، وانا قلت ليهم يا جماعة دا ما بيتنا كسروهو بالكلاش، وعملوا كدا في كل البيوت وفي نفس الوقت شالوا تلفوني وتلفون أخوي، وأثناء ما تلفوني معاهم اتصل بي صاحبي وهم ردوا عليهو سألوهو (الزول دا أبُلدة ولا لا)، وصاحبي رد بإني طالب، نفس الرد الأنا قلتو، والحاجة دي شفعت لي الوقت داك، أول ما عرفوا إني صادق في كلامي للأمانة رجعوا لي تلفوني مباشرة، وكان كلامهم إنو نحن حالياً بنتكلم معاكم بس، لكن الجايين بعدنا قصدهم الدعامة التانيين ما حيخلوا ليكم شي أبداً، وفعلاً دا الحصل، الدعامة الجوا في البداية شالوا العربات والتلفونات لكن البعدهم خربوا أي شي، ونهبوا الأسواق وحرقوا أي شي قدامهم، دا غير الانتهاكات الإنسانية الحصلت.

المغرب لمن جا الوضع بقى كارثي وكلهم بدوا يدخلوا البيوت ويكسروها، أنا وأخوي جهزنا شنطة واحدة، وقلنا نطلع بأي طريقة وتلّبنا في البيت الورانا عشان نطلع، وأول ما نطينا الحيطة للبيت الورانا هم دخلوهو، واضطرينا نجدع الشنطة ونرجع بيتنا وحرفياً، بعد خمسة دقايق دخلوا بيتنا نحن، ومشينا السطوح ونحن فوق بقينا سامعين صوت كسّير الأبواب والقزاز ونبذ بصوت عالي، إنو نحن ما حنخليكم وحنحرقكم جوا بيوتكم، لأنكم كلكم شغالين في الجيش ومستنفرين وعندكم أسلحة، ونحن بس راقدين لا صوت لا حركة لا أي شي، على أساس إنو نحمي نفسنا وما يعرفونا، وبعداك ننزل تحت، لكن ما طلعوا، نحن بقينا من المغرب لحدي 3 صباحاً لا حركة لا كلام لا أي شي في راس البيت، وعرفنا إنو لو الشمس طلعت وشافونا نحن فوق حيضربونا رصاص طوالي، وقلنا أحسن ننط من سطوح بيتنا لبيت الجيران، وفعلاً مشينا بيت تاني لكن زي الساعة 4:00 عصر الطيران بدا يضرب داخل المدينة، ضربوا براميل كتيرة جداً، جزو منها في البيوت، وفي ناس ماتت والدعامة حايمين عادي ونايمين في الشوارع الطيران ما ضربهم، أغلب الضرب حق الطيارة كان في البيوت وبصورة عشوائية، وطبعاً ما نجينا من الدعامة لأنو ونحن طالعين لاقونا مجموعة تانية منهم شالوا مننا التلفونات والقروش ما فضل لينا إلا الهدوم.

طلعنا بدون ما ندخل بشوارع المدينة، لأنو الدعامة منتشرين شديد، مشينا بشارع خلا والمسافة دي طويلة شديد مشينا برجلينا لحدي ما وصلنا قرية اسمها قشيش، ومنها مشينا مواصلين قريب 11 ساعة، وفي نص الطريق لاقينا شباب خففوا علينا لأنو طلع حصل ليهم نفس الحصل لينا وبقوا سند لينا في باقي رحلة نزوحنا، ووصلنا لحدي حتة اسمها الصابونابي، ولقينا في بيت بكا دخلناهو طوالي لأنو كنا جعانين وعطشانين وما بنعرف الناس، بعد أكلنا في بيت البكا اتحركنا على المراكب أو (المعدية) عشان نمشي الشرق لأنو الوقت داك الدعامة استلموا الكوبري كلو وأحسن نعدي بالبحر، وبعد المركب مشينا زي 3 ساعات عشان نصل لمحل المواصلات، ركبنا تكتك ودانا لحدي ود العيس، ولحظة وصولنا بقت في مسيرات بتضرب في الحتة، والحمد لله لقينا دفار متحرك ركبناهو ووصلنا لحدي الدندر، وبعد وصلنا الدندر بالليل وللأسف أول شي شفتو في الدندر إنو في عربات جيش منسحبة عربية عربية، أول مرة طلعت العربات العادية بعداك العربية الفيها المدفع وسألت أقرب ارتكاز جيش لَي، إنو الحاصل شنو، قالوا لي بس “الدعوات الدعوات”، بعدها أنا ما اطمنت أبداً، ولاقيت زول ولد جيرانا في الجيش سألتو قال لي: نحن جاتنا تعليمات إننا ننسحب للقضارف، بعدها فورا مشينا على الكوبري والزحمة ما طبيعية في أكتر من ٦ مسارات للعربات والكوبري أصلاً بكفّي مسار واحد بس، وأكيد ما حننتطر دا كلو نزلنا مشينا برجلينا قطعنا الكوبري بعداك لقينا حافلة ناسها ساقونا معاهم في راس الحافلة لحدي الحواتة قبل القضارف وطوال رحلتنا لحدي القضارف نحن لا أكل لا شراب لا راحة.

Scroll to Top