أتر

أصوات تحت الحصار (44): من شرق النيل، وبورتسودان

شرق النيل، الحاج يوسف، 27 أغسطس 2024

الوضع في شرق النيل من بداية الحرب للآن كل يوم ماشي أسوأ من القبلو، الكهربا آخر مرة شفناها في رمضان، ومن الوقت داك جات مرة واحدة بس، واستمرت ساعات بسيطة ما تمت يوم، وقطعت تاني ما جات إلا قبل أربعة أيام، ومافي كل الأحياء، بنتمنى إنها تستقر عشان الناس تقدر تعيش وتلقى مويه، لأنهم مرتبطات ببعض، وكل محطات المويه بتشتغل بالكهرباء، ومما قطعت بقت المحطات محتاجة جاز، وزي ما معروف مافي جاز ومافي بنزين ومافي أي شي. حالياً أنا متطوع في غرفة طوارئ شرق النيل، والغرفة بتدعم جزو كبير من المحطات، والدعم ما كامل لأنو ما بغطي الاحتياج الكلي للمنطقة، والناس شغالة بالشير الوضعهم كويس يقدروا يشتروا جاز ويشغلوا المولد أو البيارة والناس الوضعهم صعب جزو منهم حفرو آبار، وجزء منهم بنقل المويه من حتات بعيدة إذا في جنبهم ناس عندهم جنريتر 

بالنسبة للتموين، كل الاعتماد على سوق الوحدة، لأنو السوق الوحيد الشغال للآن ومستقر شوية، والحركة بين الأحياء بالرجلين من حي لحي، والناس أصلاً بتتحرك لأقرب مكان ليها، مافي زول بقدر يمشي مشاوير طويلة، في مواصلات وركشات شغالة، لكن أسعارها غالية بسبب عدم البنزين، وإنو أصلاً مافي زول بركب معاهم، المشوار بالركشة من مستشفى البان جديد لحدي سوق الوحدة سعرو 5 ألف جنيه، زمان كان ما بفوت ألف جنيه، وأي مشوار أبعد من المسافة دي سعره ما أقل من 10 ألف جنيه. 

الوضع الصحي في شرق النيل عموماً والحاج يوسف ممكن يكون أحسن وضع في الولاية، لأنو مستشفى البان جديد شغال للآن ومستشفى أم ضوا بان، وود أبو صالح، وفي مراكز صحية شغالة زي مركز (1)، مركز شروني، سوبا، وحالياً ماشين في خطوات كبيرة في اتجاه إنو نفتتح مركز أو مستشفى الشهيدة ندى، ودي الخطوة الجاية لينا كغرفة طوارئ. حالياً شغالين عمليات صيانة في كل المركز، لأنو واقف أكتر من سنة، وقدرنا نوفر معدات وأجهزة جديدة بدعم من منظمات، وقدرنا نستلم عدد من العلاجات، والأدوية حتكون موجودة في صيدلية المركز، والافتتاح حيكون خلال أسبوع من تاريخ اليوم. 

بالنسبة لمستشفى البان جديد الخدمات اتدهورت شديد، العيادات الشغالة (باطنية، طوارئ)، ومؤخراً بقى في قسم الأطفال، وفي عمليات ولادة، لكن معظم الحاجات بقت بقروش، عشان كدا أنا بقول إنها إتدهورت لأنو في البداية كان مستشفى لكل الناس، وحالياً بقى استثمار أو خاص، عشان كدا كنا شايفين في غرفة طوارئ شرق النيل إننا نعمل صيانة ونفتح مراكز العلاج فيها يكون مجاني، لأنو حالياً إنت لو عايز تعمل فحص بسيط في البان جديد محتاج أقل شي 20 ألف، والأدوية نفس السعر أو أكتر، وحالياً مافي مواطن عندو مصدر دخل، وإذا عندو زول برسل ليهو من برا السودان، في فرق في الأسعار، يعني بدوك 70% كاش مقابل قروشك الفي بنكك، ودي حاجة بتخصم قروش كتيرة والناس حاجتها أكل وشراب. 

طبعاً في شرق النيل ما حصل شفنا جيش أبداً، بس إلا بنسمع صوت الطيارة، ومرات بتجي تضرب في كم مكان، والتعامل مع الدعامة بقى أمر واقع، لأنو معاهم سلاح وقوة واتفرضوا علينا بسبب الحرب، وبس بتتعامل عادي وبكون معاك إثباتك في يدك عشان يتأكدوا إنك مواطن، دا طبعاً إذا كانوا عساكر دعم سريع، إما إذا المتفلتين والناس العندهم سلاح نادر جداً تطلع منهم من دون نهب أو ضرب، وطبعاً في تجنيد واستنفار لكن ما عندي فكرة عن إنو بتم كيف، بس بشوف كل فترة زول من الحلة ببقى تبعهم وشايل سلاح. 

في محاكم شغالة زي نيابة سوق الوحدة شغالة، ومباشرين أعمالهم لكن عددهم أقل، وما كل المحاكم والأقسام فاتحة، والوضع الأمني ما بنقدر نقول مستقر أبداً، لأنو أول شي الحركة محدودة بزمن معين من بعد المغرب، ومافي أي حركة إلا يكون عندك إصابة أو زول عيان حتى ممكن تتحرك غير كدا ممكن  تتضرب أو تموت بدون سبب 

 مافي شبكات اتصال للآن، وشغالين بستارلينك الساعة الواحدة سعرها 3 ألف جنيه، ودا سعر غالي لأنو مافي زول بقدر يومياً يدفع السعر دا، عشان يدخل يطمن أهلو أو يتواصل مع زول، لأنو حقيقي إذا افترضنا إنو عندك 3 ألف ما بتكون عارف إنك تاكل بيها ولا تتحرك منها ولا تدخل نت 

بورتسودان، 28 أغسطس 2024

أنا ساكنة في حي المطار بورتسودان، ومرات بكون موجودة في (ديم عرب)، حي قريب من السوق. أول شي حابة أوصفو هو انتشار المواطنين في الشوارع وفي أي مكان، وديل كلهم نازحين من الخرطوم والجزيرة، والفترة الأخيرة جوا ناس من سنجة وسنار والدندر، وبكون واضح إنو الوافدين أكتر من سكان بورتسودان، والناس تعبانة شديد، ظاهر الإرهاق والهم في وشوشهم، بكون في زول واحد مسؤول من أسرة كبيرة يطلع من الصباح عشان يتصرف يجيب وجبة واحدة ومويه، والزحمة هي السبب المخلي بورتسودان الحركة فيها صعبة وغالية، وفي زحمة ما طبيعية في شوارع في بورتسودان، وأسعار مشاوير العربات والركشات غالية جداً، يعني المشوار من بورتسودان لحدي المطار بالعربية سعره وصل أكتر من 150 ألف جنيه، وسعر الركشات المشاوير الصغيرة أقل شي 7 ألف، وفي المحلات باغة المويه (موية صحة) سعرها 5 ألف، عصير الليمون في أصغر محل سعرو 5 ألف جنيه، ودا شي بوريك قدر شنو الأسعار غالية وما منطقية وحجم المعاناة كبير شديد . 

الشبكات هنا شبه مستقرة سوداني و MTN، وزين فيها مشاكل في الاتصال بالمساء كدا، يعني مع المغرب، عشان تعمل مكالمة إلا تتصل كم مرة أو تنتظر مسافة حتى الشريحة تدخل معاك. بالنسبة للكهرباء من بداية الصيف شهر 5 بدت المعاناة الحقيقية، لأنو المحول الرئيسي حصل فيهو عطل، جات فترة الكهرباء بتجي أربعة ساعات وبتكون قاطعة باقي اليوم كلو، حالياً مع الخريف والأمطار والسيول الحاصلة دي القطوعات بقت بالأيام. الكهرباء جات الليلة، وكانت قاطعة ليها أربعة أيام ما جات أبداً، والمويه أصلاً قبل الحرب والنزوح وقبل أي شي فيها مشاكل لدرجة إنو الناس من زمان بتشتري مويه بالتناكر، وعندهم خزانات أرضية وبراميل بحفظوا فيها المويه.  

كان في مويه بتجي بالمواسير عادي، وفيها رسوم بسيطة، أسي وقفت تماماً، وسمعنا إنو دا قرار من حكومة الولاية، لأنو مافي زول بدفع، وقفلوا المويه، وفي كلام عن إنو سبب انهيار السد ما السيول براها، السيول وكمية المويه المحبوسة في المجاري والمحطات لأنها كبيرة. حالياً بعد السد انهار مافي مويه نضيفة في بورتسودان، وإلا تشتري من الشركات والدكاكين السوبر ماركت، عشان تقدر تشرب، أما بالنسبة للغسيل والاستخدامات التانية إلا تشتري مويه بتتباع بالتناكر جايبنها من الخور، المويه زي الطين واحد، وجوز المويه (صفيحتين) بتلقاهو بـ 2، 3 ألف أقل حاجة، والناس ما عندها قروش، وعادي الجيران يشحدوا مويه ويقولوا ليك لو فضل ليكم مويه شراب أدونا حبة لأنو ما عندنا، وفي ناس هسي بتشرب في موية الطين دي ذاتها، وبالنسبة للتموين أصعب، وأغلى حاجة اللحوم بكافة أنواعها، أغلى من الخرطوم، وحالياً مافي خضار بالذات بعض ضربة سنجة، والمناوشات البتحصل باتجاه الفاو، يعني أنا قبل يومين لافة أكتر من تلاتة ساعات عشان ألقى جزر وفلفل أخضر، الطماطم دي نادر جداً تشوفها، والأكل يا إما معلبات أو فول غير كدا مافي شي، لا خضار ولا فواكه، ومافي رفاهية إنك تشتري تموين تختو في البيت، الحاجات دي الناس شالتها من خيالها. 

الوضع الصحي كان عادي لحدي ما الخريف جا، وحصل انتشار لأمراض أكتر، وفي مراكز صحية شغالة، والصيدليات شغالة، لكن مافي زول بمشي بسبب ارتفاع الأسعار 

مافي حركة بين الأحياء إلا حاجة ضرورية ومافي زول عندو قروش للمواصلات المشاوير القريبة زي ربع ساعة بالمواصلات سعرها 700 جنيه، وبعد المغرب بتبقى ألف جنيه ودي مشكلة بعانوا منها الناس الشغالين دوامات ليل، في شركات ومؤسسات وغيرها، دا طبعاً غير إنو القوات النظامية بتتعرض ليهم، ولازم يكون معاهم إثبات شخصية وورقة من الجهة الشغالين فيها، ولو ما عندك ممكن طوالي يودوك مكتب الخلية الأمنية يحققوا معاك ويحبسوك ويتهموك إنك استخبارات دعم سريع.   

النازحين زي ما قلت منتشرين في أي مكان، في ناس في الشوارع تحت الشجر، في ناس في خيام، وفي ناس قاعدة في المدارس أو الجوامع، وأنا ماشة الشغل الصباح بشوف الناس قاعدين في الشارع وبيتاكلوا في الشارع، يعني حالياً ما أي زول نزح عندو بيت ومطبخ أو مكان يعمل فيهو أكل، الناس الفي مراكز الإيواء جزو منهم بتصلو مساعدات من جهات أو منظمات، لكن أكيد ما كلهم لأنو واضح نسبة الفقر والحوجة بين الناس، وفي مطابخ مركزية بتوفر وجبة واحدة في اليوم مثلا فول أو عدس. 

الوضع الأمني منهار تماماً، حالياً زادت نسبة السرقة والنهب في الشوارع، وفي ظهور كبير لـ (تسعة طويلة)، وانت ماشي في الشارع لازم تكون خالي بالك لأنو تحت أي لحظة ممكن يجي زول يسرق منك، والزول دا بكون فعلياً عايز ياكل أو يأكّل أسرتو، ودا ما تبرير للسرقة لكن نسبة الفقر زادت بصورة ما طبيعية 

Scroll to Top