
سنار، 20 أغسطس 2024
بالنسبة لسنار المدينة اتأثرت شديد بسقوط سنجة، كأنه الحرب جات في سنار برضو. الكهرباء قاطعة من أول دخول الجنجويد لمدينة سنجة، أما المويه فبس في المحطات الشغالة بالطاقة الشمسية، ودي قليلة جداً، في الوقت الأنا بسجل ليك فيهو دا أي شي سعره ماشي زايد يومياً: 7 بصلات بـ 3,000 جنيه، شوال الفحم وصل 60,000 والعيشة الواحدة بـ 250 جنيه، وبرميل المويه وصل لي 10 ألف جنيه سوداني، برميل صغير بكفي أكل وشراب واستخدام أسرة واحدة بس.
الأسواق شغالة لكن ماف بضاعة أصلاً، والفي غالي جداً، يعني مثلاً ملوة دقيق الذرة وصلت 16,000 جنيه، والحركة من مكان لمكان صعبة جداً، ومافي زول بتحرك إلا يكون عندو شي ضروري، زي الأكل أو المويه أو المرض، غير كدا مافي زول بطلع، لأنو مافي استطاعة وقدرة للطلوع، مافي مواصلات هسي أصلاً، في الكارو بس للتنقل، ودا ما مضبوط بسعر معين، ممكن نفس المشوار يكون بـ 3,000 أو يكون بـ 30,000 جنيه.
الوضع الصحي مافي زول بقدر يوصفو، المستشفى الوحيد الكان شغال لحدي بداية الأسبوع الفات كان الكرامة، وهو مستشفى خاص لكن مستشفى سنار فتح، ما معروف فيهو كل الخدمات ولا لا، لكن بتوقع يكونوا شغالين طوارئ بس، من دون أي عيادات متخصصة أو غيرو، لأنو كل الكادر الطبي طلع من سنار، لأنهم مستهدَفين، وفي جزء منهم كانوا في الجزيرة أيام سقوط مدني، واعتدوا عليهم لأنهم دكاترة بس، ما لي أي سبب تاني، عشان كدا بطلعوا، لأنو مافي زول مستعد يخسر روحه أو يُعتقل بالشهور ويتهموه بالحرب الهو ما عندو بيها دخل.
كل شبكات الاتصالات واقفة تماماً من دخول الدعم السريع، وقبل يدخلوا ما كانت مستقرة، يعني بتشتغل ساعة، تاني تقطع وترجع بعد ساعتين أو أكتر، حالياً سوداني شغالة لكن ضعيفة وما مستقرة، إلا تمشي حتة عالية أو ما فيها زحمة، وطبعاً مافي أي شكل من أشكال الدولة، بس في حاجة اسمها مكتب الخلية الأمنية وثكنة الجيش بس، حتى المحلية قافلة من أول يوم لاجتياح سنجة، ودا طبعاً بالنسبة لمدينة سنار.
أما بالنسبة للوضع الأمني فحدّث ولا حرج، القوات الموجودة ما بتفرق في تعاملها من الدعامة، ممكن تقلع حقك أو تعتقلك أو تغتصب في بعض المناطق الطرفية. وفي مناطق سيطرة الدعم السريع قاعدين يمارسوا فيها الانتهاكات المعتادة زي تشريد المواطنين وضربهم، وبالذات الرجال في أي منطقة الدعم السريع بدخلها بضربوهم، وحتى النسوان لو ما اتعرضوا لاغتصابات وعنف جنسي أقل جريمة بتكون إنو يضربوهن، والحاجة دي حصلت في أغلب قرى شرق سنار زي مناطق (الدرابة، الرديبة شرق وغرب)، وزي قرية أم شوكة غرب سنار، دا غير الحاصل في مدينة سنجة والقرى المحيطة بيها، والدعامة بضربوا الرجال لمن ما يلقوا النسوان، وبقولوا ليهم وديتو النسوان وين، وفي قصص زي دي كتيرة محكية وموثقة، بس الناس في الوقت الحالي ما بتقدر تعبر عن الحصل ليها، لأنو لسه في خطر كبير واقع عليهم. أما قوات الجيش وانت مارق من ولاية سنار بيحققوا مع أي زول طالع تحقيق ما محترم ومهين، كأنك إنت متعاون مع الدعم السريع وبتكون معاملة غير آدمية وتفتيش للتلفون، وبالنسبة للشباب بقولوا ليهم إنتو ليه ما عايزين تستنفروا، وليه ما قاعدين مع باقي أخوانكم، وإنتو ما رجال، والزول بمر بـ 35 تفتيش عشان يطلع من ولاية سنار والـ 35 ديل بيسمع فيهم نفس الكلام.
عموماً ممكن يحصل ليك أي شي وانت متحرك، ممكن يتقلع منك حقك بقوة السلاح، ممكن يشتبك معاك عسكري سكران، ويطلعك متعاون مع الدعم السريع، في ناس ضربوهم بدون أي سبب أو وجه حق أو تحقيق، وفي نسوان شغالات في مناطق طرفية في بيع الشاي وجزو منهن شغال في بيع الخمور إتعرضن لانتهاكات جنسية زي التحرش والاغتصاب من المستنفرين الشايلين سلاح أو من جيش مالك عقار، وفي كمية من الناس شايلين سلاح وما معروفين تابعين لمنو، لا عندهم بطاقات إثبات أو أي هوية تخليك تفهم هم منو وشغالين شنو.
الحصاحيصا، 21 أغسطس 2024
الحصاحيصا هي مدينة واقعة بين الخرطوم ومدني على ضفة النيل الأزرق، وهي منطقة صناعية أصلاً، والحصل فيها خلال الفترة الفاتت كتير، ومافي زول بقدر يحكيهو كلو. الحصل إنو الدعم السريع دخل الحصاحيصا في ديسمبر 2023، وطبعاً دخلوا زي ما بقولوا تسليم مفتاح لأنو ما كان في أي مواجهات ولا جيش في المنطقة، كانت في ارتكازات لكن انسحبوا قبل دخول الدعم السريع بيوم.
الوضع حالياً كالآتي، المويه والكهرباء بتشتغل لكن ما مستقرة، بتقطع في اليوم زي أربعة ساعات، ومرات بتقطع أربعة أيام لا مويه لا كهرباء، لكن الحياة بتكون مستمرة عادي لأنو البحر قريب بجيبوا المويه بالكارو والبراميل، والكهرباء أصلاً الناس متعودين إنها بتقطع.
الأسواق الصغيرة شغالة جوا الأحياء، والدكاكين الصغيرة برضو شغالة، بتجيب تموين وخضار، لكن السوق الكبير وقف لأنو أصلاً مافي مواصلات الناس تصل بيها، والتموين والبضاعة ما متوفرة، بس في كل حلة الناس عملوا ليهم سوق صغير عايشين منو، وكل الناس عايشين على أهلهم البرسلوا ليهم لأنو مافي مصادر دخل ومافي شغل. والحركة بين الأحياء بالرجلين بس، مافي مواصلات، ما في عربات صغيرة، مافي بنزين، ولا أي شي، في دعامة سايقين ركشات الناس السرقوها والأسعار حقتهم غالية شديد، مافي مواطن بقدر يركب معاهم حالياً وأساساً البلد صغيرة ما بتحتاج تركب عربية، إلا تكون طالع من الحصاحيصا تماماً ماشي مدني أو رفاعة والحتات دي، وفي طريق الطلعة في ارتكازات الناس اتعودت على الأسئلة الفيها، ولو شكوا فيك بودوك السجن حقهم.
الدعامة حالياً ليهم 9 شهور عايشين هناك، وبقوا الناس بعرفوهم حق المعرفة بالأسامي، والشباب القاعدين في بيوتهم وبطلعوا يلعبوا كورة الدعامة بلعبوا معاهم، والناس لمن تمشي الاستارلينك أو الفرن أو في السوق بتتعامل معاهم، وتعامل الناس مع القوات دي عادي لأنو بقوا شبه أو مجبورين قسرياً يتعاملوا معاهم، جاك حرامي في البيت حتمشي تبلغ للدعامة، تمشي أي مكان في الشارع بلاقوك، ولازم تتعامل معاهم وتتكلم معاهم، ودي بقت سياسة الأمر الواقع، داير كاش حتمشي ليهم، داير دوا حتمشي ليهم. قادات الدعم السريع العندهم رتب كبيرة ما قاعدين يسألوا زول، وقاعدين يلمعوا في صورتهم قدام المواطنين المساكين، أما الشفشافة الصغار ديل شغالين نهب وسرقة، ولو قاومتهم بقتلوك، مافي أي تفاهم في الموضوع وموتك بالنسبة ليهم ولا أي حاجة، وبجوا القادة بتاعنهم بنكروهم، بقولوا ديل ما مننا ومتفلتين لابسين هدوم الدعم السريع والقتل كتير ويومي.
وبالنسبة للاستنفار والتجنيد ساهل شديد ما زي ناس الجيش، بس بتمشي القسم بتاعهم وتقول إنك عايز تدخل الدعم السريع، عندهم كتيب كدا بدوك ليهو بتقراهو وخلاص إذا بتعرف تقرا، وفي ناس بدخلوا ساي، بدوك كاكي وسلاح M16، وبالنسبة لأشكال الدولة في أقسام شرطة بس بتمشي تفتح فيها بلاغ لو حصل ليك شي، والأقسام غيروا لونها كلها، زمان كان لونها أزرق أسي لونها بقى أخضر وأحمر، فيها عساكر دعم سريع وبتحركوا ليك في بلاغك لو سرقوا منك شي وجيت بلغت سريع، وبجيبوا ليك حقك عشان بس يحسنوا صورتهم.
الوضع الأمني للآن مستقر، لكن الخوف ما حصل اختفى وظاهر في وشوش المواطنين والأطفال والنسوان مما الدعامة دخلوا للآن، خوف من أنه ممكن تتقتل بأي سبب أو ممكن يعتقلوك يعذبوك وممكن أي شي يحصل.
طبعاً مافي أي شبكات اتصال شغالة لا زين لا سوداني لا MTN، والناس شغالة بالاستارلينك بس، والساعة بـ 3 ألف جنيه، الوضع الصحي حالياً في مركز صحي في حي الامتداد شغال، وفي المستشفى الكبير (حوادث الحصاحيصا) شغالين برضو، لكن في فحوصات كتيرة ما متوفرة.
حالياً أي بيت فاضي في الحصاحيصا فيهو دعامة ساكنين، وأكبر تجمع للدعامة في وسط السودان ممكن يكون في الحصاحيصا، وناس كتار استنفروا معاهم وفتحوا ليهم بيوتهم، ناس الجيش بيقولوا إنهم برفعوا إحداثيات وكدا، لكن في أرض الواقع الحاجة دي ما صاح، لأنو القصف دايماً عشوائي، ودايماً البموتوا مواطنين عاديين ما عندهم علاقة بالدعم السريع، وفي قصف حصل قبل يومين، الطيران ضرب منطقة فيها ارتكاز وجنبها سوق من الأسواق الصغيرة القلتها ليك، وماتوا للآن أكتر من 18 مواطن في يوم واحد، من بينهم 12 ديل نسوان أغلبهم أمهات شغالات ببيعوا أكل وأساميهم قاعدة والناس وصلت بيوتهم.
أغلب الناس القاعدين حالياً في الحصاحيصا ما اتوفرت ليهم الفرصة أو القدرة المالية إنهم يطلعوا من الحتة دي لمكان آمن، وشغالين شغل هامشي عشان يوفروا منو الأكل والشراب وحق العلاج إذا قدروا، وفي الدخلوا الدعم السريع عشان ياكلوا ويشربوا، دا ما تبرير ليهم لكن بلدنا دي لامة قبائل متنوعة وفي مشاكل بينهم من قبل دخول الجنجويد، والحاجة الكويسة إنو ما كانت كتيرة، وكل الناس عايشة، لكن بعد الدعم سريع دخل الحياة بقت صعبة والحرب فرزت الكيمان، ولو ما عندك سلاح أو قوة ما بتقدر تعيش بصورة طبيعية، عشان كدا جزو كبير من ضعاف النفوس اتجندوا.
وفي نص الحاصل دا كلو، لازم أقول إنو في شباب عظيمين بشتغلوا عمل طوعي بالتعامل مع المنظمات والناس الطلعوا برا السودان، وعندهم مصادر دخل، إتعملت مطابخ مركزية وفرعية بياكلوا منها أسر كتيرة، ودا شي مفروض الناس تتذكروا لأنو مجهود كبير بتعمل في ظل الوضع النحن فيهو دا.