أتر

أصوات تحت الحصار (46): من معسكر أدري، والدمازين، والروصيرص، والأبيض 

معسكر أدري، 9 سبتمبر 2024

في مخاوف أمنية موجودة في المعسكر هنا، زي إنو ممكن الصراع ينتقل في الحدود، وفي تهديدات كتيرة بتحصل علينا يعني، لأنو نحنا بنتشغل في الشأن العام وحقوق الإنسان، وبتلقى إنو في أي حتة إنتَ مُراقب وما بتقدر تأدّي واجبك بشكل كويس، وأقرب عسكري ممكن يشتمك ويقول ليك إنت لاجئ، ودي مخاوف أمنية حالياً موجودة في المعسكر، وفي المعسكرات التانية زي ابتنقي، مجي، ألاشا، أركوم، وتلم، وغيرها. 

الوضع الأمني في المعسكرات دي صعب، لأنو نحنا قاعدين في الحدود، مسافة 2 أو 3 كيلو، والحدود موجودين فيها قوات الدعم السريع، وهم مسيطرين على الولاية. في أدري برضو في ناس تابعة للدعم السريع زمان، وهسي تابعين للقوات المشتركة التشادية السودانية، وديل أكبر تحدي في المعسكرات المختلفة، وبحاولوا بطرق مختلفة يصفّوا حساباتهم في اللاجئين باعتبار المصالح اتضاربت. ومرات نحن في أدري هنا بنسمع الدانات الفي السودان في المناطق القريبة هنا، ودي برضو بتأثر في نفسياتنا. المعسكرات مفترض تكون بعيد من الحدود، وتوفر أمن كويس. يومي بيكون في اعتداء على اللاجئين في الأسواق، وفي الطرقات، وفي حتات عامة. مثلاً لما نمشي نشيل حطب، هنا عندهم نظام العساكر المسؤولين من الغابات بضربوا وبجلدوا، وماف جهة بتحاسب، وفي جهات زي دفاع الشعبي عندنا في السودان، وهم جهات غير نظامية عندهم صلاحيات يدقوا ويضربوا اللاجئ. مافي جهة بتقدم ليك حماية حتى المنظمات ما بتوفر أمن كويس. 

الأوضاع الصحية في المعسكر ضعيفة جداً، ما في مراكز لتلقي الرعاية الصحية للاجئين، في شكاوي كتيرة وفي أمراض كتيرة موجودة لكن ما في علاج، وحتى الكوادر الطبية الشغالة في المراكز عندها مشكلة تواصل، لأنو اللغة المتداولة هنا اللغة الفرنسية. ومافي أخصائيين، خاصة إنو نحن عندنا لاجئين مصابين من أحداث الجنينة موجودين في معسكرات. وعشان تمشي من معسكر لمعسكر في صعوبات اقتصادية، بتمنعك تمشي لو حولوك، بالذات الأطفال. وفي نسبة وفاة كبيرة في معسكرات مختلفة، لأنو ما في رعاية كويسة، وما في توفير أدوية للمرضى أو الأطفال المصابين بسوء التغذية أو أمراض الطفولة المنتشرة. بعد داك كبار السن اتوفوا بنسب كبيرة جداً بعد جينا تشاد، عشان ما في رعاية صحية كافية، وما في أدوية مخصصة لي زي أمراض السكري والضغط. وكذا الحال برضو النساء الحوامل، مافي متابعة وأخصائيين ومراكز صحية مخصصة، عشان كدا نسبة الإجهاض بقت كتيرة.   

  البيئة العايشنها في المعسكر هنا تعبانة، بالإضافة لاختلاف الثقافة. كل التحديات دي الناس قاعدين يتداركوها باعتبار إنو دا الوضع مفروض علينا وما في خيارات قدامنا، وما في أي أمل في المعسكرات هنا لأنو المجتمع المستضيف بتسبب في صدمة نفسية زيادة، لأنو ما بتدي حق الاحترام بتاع اللجوء، باعتبار إنو إنسان عندو كرامة ومعزز وممكن يعيش حتى لو حصلت ليو ظروف الحرب ولجأ لدولة تانية. 

  بالنسبة للوضع الاقتصادي الناس بقت مستوياتهم كلها واحد، ماف فرص عمل، بتلقى في البيت مافي حاجة ياكلوها الناس. مرات الناس بتتواصل مع الأسر الموجودة في حتات خارج المعسكرات، ممكن يعيلوهم ويوفروا ليهم حاجة بسيطة. المنظمات القاعدة ما بتدي فرص إلا للناس العندهم مؤهلات كويسة وخبرات. وبيكون في شروط تعجيزية، زي إنك تعرف لغة فرنسية. و90 في المية من اللاجئين السودانيين ما بتكلموا فرنسي، حتى الـ 30 في المية المخصصة للاجئين السودانيين من فرص العمل بحصل مرات فيها تلاعب.   

  الحرب أثرت في العلاقات الاجتماعية. قبلها كنا كتلة شبابية بنتماشى مع بعض ونتشارك في الحياة العامة مع بعض، ونسعى يكون في تغيير اجتماعي وسياسي على مستوى الدولة. بعد الحرب العلاقات الاجتماعية بيناتنا بقت متوترة، وما بتقدر تتواصل مع أي زول موجود في حتة تانية حتى داخل المدينة. برضه الوضع النفسي ما مستقر، لأنو مافي مراكز دعم نفسي، ومافي جهات زاتو بتشجع إنو الحاجة الحصلت دي مفترض الناس تشيف بدايل ليها كيف، وتعيش وتتواكب مع الوضع الهسي حالياً في المعسكرات.   

الدمازين والروصيرص، 11 سبتمبر 2024

من بداية الحرب في سنجة ودخول الدعم السريع، كل الإقليم حصلت فيهو تغييرات كبيرة شديد، بسبب نزوح الآلاف من سنار لمدينة الدمازين والروصيرص، ومن وقتها حصلت جهود كبيرة من الشباب المتطوعين والمجتمع المحلي عشان يقدموا الدعم اللازم للنازحين، واتشكلت غرفة طوارئ النيل الأزرق، وكانت عبارة عن منصة لتنسيق الحوجات والتعامل مع الوضع الإنساني الحاصل 

في الدمازين الكهرباء والمويه متوفرة، ما فيها مشكلة للآن، لكن في إشكال في موضوع الكهرباء، دا في معسكرات النازحين، وحاليا في 83 معسكر في النيل الأزرق: الروصيرص فيها 18 معسكر، في منطقة باو 8 معسكرات، في منطقة ود الماحي 5 معسكرات، والدمازين فيها 51 معسكر، مافي شبكات اتصال شغالة لا زين لا سوداني ولاMTN ، كلهم وقفوا من تاني يوم من أحداث سنجة للآن، ومافي شبكة رجعت الناس بتدخل بالاستارلينك وقت الضرورة. 

 في غلاء شديد في أسعار التموين، وفي انعدام تام للمنتجات زي البصل والعدس وأي حاجة بتجي من خارج الإقليم، والأسعار في الإقليم كل يوم زايدة بطريقة ما طبيعية، شوال البصل مليار و200 والبصلة الواحده بي ألف جنيه، السكر الكيلو 10 ألف، وبيتباع في البيوت، وما في دكاكين فيها لأنو التجار خزنوا حاجاتهم،  العدس 10 ألف الكيلو، والرز 10 ألف الكيلو، الفول بعد كان بي 15 ألف الحمد لله بعد جابوا لينا الفول الحبشي بقى بي 6 ألف والسعر نزل، الرغيف بي 200 جنيه القطعة الواحدة، وكان فيهو ضائقة هسي بدت تفك بعد الدقيق الحبشي وصلنا، والشوال بقى بـ 120 ألف، شوال البامبي 40 ألف من 4 ألف، وشوال العيش ريف 50 ألف وسعره كان 7 ألف، والأربعة طماطمات بي ألف، طلب الفول بي ٥ ألف، ومافي زول من النازحين أو الناس القاعدين عندهم المبالغ دي عشان ياكلوا ويشربوا. 

 المواصلات الداخلية شغالة، في حافلات صغيرة وركشات وتكاتك، بس في مشكلة كبيرة في البنزين، عشان كدا العندهم عربات وضعهم صعب لأنو مافي مشاوير، بس بكونوا واقفين من دون أي شغل طول اليوم، الوضع الصحي ما بقدر أقول جيد نهائياً لأنو المستشفيات والمراكز الصحية شغالة لكن زي الما شغالة، بسبب انعدام الأدوية في الإقليم كلو، وحتى الأدوية البتقدر تجيبها المبادرات وغرف الطوارئ والجهات دي ما بتكفي كل الناس، حالياً المستشفيات الشغالة مستشفى الروصيرص والتأمين الصحي بالرصيرص، وفي مستشفى الدمازين الكبير والمستشفى الصيني، وعدد 5 مراكز صحية على باقي الخمسة محليات 

 طبعاً الاستنفار شغال، وفي ناس كتيرة بدت تتجند وتتدرب، وفي نفس الوقت جزو من الإدارة الأهلية بالولاية رافضين فكرة الاستنفار، والدعوات للاستنفار مفتوحة والموضوع ساهل، أي زول عايز يتجند بمشي لقيادة الفرقة الرابعة في الدمازين أو يسجل اسمه عند أي زول من كوادر الحركة الإسلامية المعروفين، لأنهم أكتر ناس داعمين لموضوع الاستنفار، وشايفين إنو كل الشباب مفروض يخلوا أي شي ويمشوا يتجندوا في معسكرات التدريب. 

 الوضع الأمني عموماً سيئ وما مطمن، وحالياً قانون الطوارئ الصدر من حاكم الإقليم أحمد العمدة وبدأ في تنفيذه بقى سبب في سجن عشرات والناشطين والفاعلين السياسيين في الولاية بدون محاكمات لمدة طويلة ما بين 3 لي 9 شهور، وفي ناس للآن مافي زول حقق معاهم، ولا عارفين نفسهم مسجونين ليه، يعني حالياً أي زول شاب نشط أو عايز يخدم البلد بطريقة سلمية ومدنية ممكن يعرض نفسه للخطر والاعتقال، عشان كدا كل الناس عايشة حالة رعب وهلع. 

الأبيض، شمال كردفان، 11 سبتمبر 2024

أنا من الأبيض، وكل أهلي من سكان الأبيض، لكن عشت السنين الفاتت كلها في الخرطوم شرق، تحديداً امتداد ناصر، وقعدت في الحرب أكتر من تسعة شهور، كل ناس بيتنا سافروا الأبيض خلال أول شهرين من بداية الحرب، وأنا قعدت قلت أحرس بيتنا، وممكن الحرب تقيف والوضع يتصلح، لكن للآن الوضع زي ماهو، مافي شي جديد، ولا في أي تغيير في أرض الواقع، بس معاناة وشقى وتعب، بقى مافي زول قادر يشكي أصلاً من كمية الإرهاق والهموم. 

 فترة قعادي في الخرطوم كانت من أصعب التجارب بالنسبة لي، مع إني قاعد في بيتنا لكن ما كان في إحساس بالأمان، الزول من يصحى الصباح دا إذا نمت أصلاً لأنو الأصوات عالية، وأول شهور في اشتباكات كتيرة ويومية بتحصل في القيادة، وكل الضرب بكون واصلنا، كأنه في شارع البيت، دا غير اشتباكات بحري، رغم إنو بينا بحر لكن الدانات بتصل بري، وأصوات التدوين عالية لدرجة إنو ممكن أضانك تصن مسافة كم ساعة حتى ترجع طبيعية، رغم الحاصل دا كنت متمني بين يوم وليلة ألقى الوضع إتحسن، لكن بعد تسعة شهور فقدت الأمل، وقلت أمشي ألاقي أهلي، ومن هناك لو لقيت فرصة شغل داخل أو خارج السودان بقدر أتصرف 

 الأبيض بالنسبة لي كانت الخيار الوحيد، وجيت واستقريت مع أهلي، الوضع كان ماشي كويس لحدي ما سمعنا بأحداث سنجة وجبل مويا، وبرضو أحداث الفاشر والأخبار اليومية عن إنو الدعامة حيدخلوا كل المدن، ومن وقتها الخوف فينا زاد، دا غير إنو كمية النازحين الوصلوا الأبيض كانت كبيرة ومخيفة وأوضاعهم صراحة ما بتتوصف، وكان لازم أي زول بقدر يقدم ليهم مساعدة يقدم، حالياً في مبادرات كتيرة شغالة بجهود شعبية، وفي ناس بلقوا مصادر للدخل من برا السودان أو من المنظمات، لكن الأعداد كبيرة شديد. 

 أول حاجة الأسواق والتموين يومياً في زيادة ودي الحاجة الأساسية البعانوا منها الناس، تحديداً النازحين القاعدين في دور الإيواء، حالياً أقل سعر لشوال الدقيق 50 كيلو 60 ألف جنيه ولتر الزيت وصل 6 ألف جنيه، دا غير أسعار الخضار والبقوليات برضو طارت السما، وهنا مافي زول معاهو قروش، والله في ناس دخلوا الأبيض شايلين بس هدومهم وأطفالهم ما عندهم حق الأكل والشراب، ولولا المبادرات دي في ناس كان ماتت بالجوع، لكن برضو نقول الحمد لله إنو في حاجات دا موسمها وسعرها ببقى أقل زي البصل الشوال من 170 ألف بقى بـ 140 ألف جنيه، والأيام الجاية الطماطم بطلع والأسعار حتكون أحسن من الأسي. 

 المويه ما مستقرة، لكن بتجي مرات مرات، الناس بتملى البراميل والجرادل عشان تكفيها أطول وقت ممكن، والكهرباء طبعاً جزو كبير من المحطات واقف والناس شغالة بالمحولات في الأحياء، المحولات فيها مشاكل زيت لكن تمت تغذيتها الأسبوع الفات تحديداً محول منطقة كريمة جنوب. 

 الوضع الأمني ما كويس لأنو في اشتباكات بتحصل، كل يومين تلاتة بنسمع إنو في دعامة في جهة الغرب أو الجنوب، وإنه في اشتباكات وتم التصدي للهجوم، دا غير إنو كل القوات القاعدة في الأبيض في حالة استعداد، ودا معناها الوضع ما أمان، وممكن يحصل أي شيء، فجأة زي ما حصل لناس سنجة والجزيرة، والطيران بتاع الجيش بضرب كل كم يوم في طريق بارا والمثلث ومدخل الأبيض جهة الجنوب. 

 الوضع الصحي نفس الحاجة سيئ لأنو أول شي الناس كتيرة شديد في المدينة، ومع الخريف حالياً الأمراض بدت تنتشر، تحديداً مرض العيون (الرمد) منتشر بصورة كبيرة، كل الناس عندهم ومتحركين بيهو عادي، ودا السبب في إنو المرض ماشي في زيادة وانتشار كبير، رغم إنو اللجان والمبادرات حذرت الناس لكن تصرفات الشعب السوداني كدا دايماً، مافي اهتمام بالصحة، دا غير الكوليرا والإسهالات المائية منتشرة برضو، وكل مرة تسمع إنو في زول جاتو كوليرا، في مستشفيات شغالة خاصة وحكومية لكن الناس بتمشي المستشفى الحكومي التعليمي لأنو الأسعار أقل رغم الزحمة والصفوف . 

Scroll to Top