أتر

دفتر أحوال السودان (48): من الفاشر والأبيض والنيل الأبيض وأم روابة والقضارف

تصوير عبدالله مهدي بدوي

الفاشر : هموم الحصار

منذ أبريل الماضي، تعيش مدينة الفاشر على وقع تصعيد عسكري عنيف، وتحاصرها قوات الدعم السريع التي تشن هجمات متعددة وشرسة بهدف السيطرة عليها. وفي المقابل يتصدى الجيش وحلفاؤه لتلك الهجمات، مدعوماً بطلعات جوية تستهدف مواقع الدعم السريع في المحليات المختلفة.

في العاشر من سبتمبر، بدأت قوات الدعم السريع تكثيف هجماتها تجاه المدينة، وأطلقت مسيرات تجوب سماء المدينة أثناء المعارك، موجهة قصفاً عنيفاً نحو الأحياء السكنية، وهو ما زاد من حدة الاشتباكات.  وشهد السوق الكبير قصفاً تواصل على مدار ثلاثة أيام، أدى إلى مصرع 27 شخصا على الأقل، وإصابة العشرات من الباعة في سوق حجر قدو. ووفقاً لما ذكره شهود عيان، فإن القصف استمر منذ صبيحة يوم الجمعة حتى الأحد، الماضيين، مما دفع سكان حي العظمة جنوب السوق الكبير إلى النزوح نحو شمال المدينة؛ بينما ظلت أحياء جنوب ووسط المدينة تعاني هي أيضاً من القصف العشوائي. واستقبل المستشفى السعودي منذ يوم الخميس نحو 300 حالة إصابة من المدنيين، حسبما أفاد مصدر طبي داخل المستشفى.

وفي يوم الجمعة الماضي، ذكر شهود عيان، أن قوات الدعم السريع تقدمت نحو حي برنجية شمال المستشفى الجنوبي وحي التيمانات، بعد انسحاب الجيش منهما بعد المعارك التي أعقبها تدوين وتقدم من قوات الدعم السريع، وتلتها طلعات جوية للجيش السوداني على الحيَّين، وتضررت نتيجة ذلك عدد من المنازل، بينما نفت المنصات الإعلامية التابعة للقوة المشتركة تقدم الدعم السريع، مؤكدة ثبات الدفاعات الأمامية للجيش والقوات المشتركة في أماكنها.

وظلت الفاشر اليومين الماضيين هادئة وسط تحركات عسكرية للقوات المتقاتلة، مع تقدم القوة المشتركة من الصحراء إلى الناحية الشمالية الشرقية للمدينة، وحشد قوات الدعم السريع لعدد من المتحركات، وتحليق واسع للطيران الحربي تجاه تمركزات الدعم السريع، آخرها قصف وادي تينجة بدار السلام، ومنطقة الصياح التابعة لمحلية مليط شمالاً، مع إحكام الدعم السريع حصارها على الفاشر، بقطع طريق دار السلام الفاشر ومنع شحن السلع والوقود منها إلى المدينة.

أما المواطن بالفاشر المنكوبة فما زال يعاني من انعدام النقد وسط ارتفاع مخيف في أسعار السلع التموينية وشح الغذاء والدواء، مع انتشار الوبائيات وسوء التغذية وسط أطفال بالمدينة. وظلت “بُرام التكايا” المدعومة من أبناء المدينة بالخارج تعمل طول فترة الحصار والقصف على سد جوع الفارين من نيران الحرب في أحياء المدينة المختلفة ودور الإيواء.

الأبيّض: في ليلة المولد غابت رقع الجبة وتماثيل الحلوى

للموسم الثاني على التوالي، لم يشهد أهل مدينة الأبيض زفة المولد وطابور السير المكون من القوات النظامية والطرق الصوفية والفرق الرياضية، والذي يشق طريقه وسط زغاريد النساء والرجال الذين يلوحون بقبضاتهم في الهواء تعبيراً عن إعجابهم بخطوات التنظيم المضبوطة على إيقاع الموسيقى العسكرية، وتتبعهم صيحات الأطفال يتقافزون في خفة الفراشات وطيور الخريف. وينتهي الموكب الرسمي في ساحة الحرية والمعروفة أيضاً بميدان المولد، حيث كانت تلك المناسبة الدينية في الماضي تحتضن ضمن أنشطتها المتعددة الخطب السياسية والأشعار الحماسية من أجل نيل الاستقلال وتأسيس الدولة الوطنية.
متحدثاً لـمراسل “أتَـر”، يتداعى الرشيد يوسف، في وصف ساحة المولد في الأعوام السابقة، حين كانت الطرق الصوفية في الماضي تنصب الخيم والسرادق في ذلك الميدان الذي يتوسط المدينة شمال استاد الأبيض قبل أسبوع من غرة شهر ربيع الأول وتزين بالأعلام، كما تنصب خيام لبيع حلوى المولد والتي اشتهر بصناعتها عدد من التجار في المدينة.
ويشهد اليوم الأول والأخير إقامة وليمة كبيرة التي لكل طريقة في ميدان المولد، كما يصف إبراهيم أحمد أحد أفراد الطريقة الأحمدية مظاهر الاحتفال، ويساهم فيها المريدون والأسر المقتدرة المرتبطة بالطريقة.
عبد المنعم زين العابدين الشهير بـ “للي”، أحد أشهر صناع وعرض حلويات المولد في الأبيض، يقول إنه ظل متمسكاً بمهنة صناعة الحلوى التي ورثها عن آبائه وأجداده. ومثلما اشتهر بصناعة حلويات المولد المفتخرة، فقد تخصص في صناعة ألعاب الأطفال من الحلوى مثل الأحصنة والعرائس.
فجأة هبت الريح في اتجاه آخر؛ فمنذ موسم عام 2023 يقول “للي”، بدأ العد التنازلي لضيق ذات اليد وعدم صرف المرتبات، وبات زبائنه وجلهم من العاملين في الدولة لا يملكون ثمن الحلوى، وقد فاقم الظرف الأمني من المشكلة، إذ تعذرت إقامة المعارض في الميادين العامة، إضافة إلى هطول الأمطار الغزيرة أيضاً، وهو وضع يرى “للي” أنه سوف يكون مستمراً لمواسم قادمة حتى لو توقفت الحرب.
وأشار إلى أن زبائنه القدامى طلبوا منه صنع حلوى لهم وهو يقوم بذلك إرضاءً لهم، ولكن نشاطه قد تقلص هذا العام إلى أقل من 10% بحسب تقديراته، واقتصر على التسويق داخل منزله، واختفى معرض “للي” لحلويات المولد الذي احتل حيزاً بارزاً من ذاكرة المدينة.
وبحسب إبراهيم أحمد، فإن الاحتفال في الميدان العام كان قد اختفى للمرة الأولى في عام 1993 حين تحول الميدان لأغراض أخرى متعلقة بتوجهات نظام الإنقاذ، وحمل اسم ساحة النصر؛ فانتقل الاحتفال إلى زوايا ومساجد الطرق الصوفية، لكنه أعيد في عام 2013. وبعض الطرق عادت وأخرى لم تعد.
ويشير الرشيد يوسف إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة ساهمت في اختفاء كثير من الإكراميات التي كان يساهم بها تجار ذلك الزمان الخيرون وأيضاً الأسر الميسورة، كما أن ظروف الحرب حصرت أنشطة الطرق الصوفية داخل دورها.
ويقول السيد الميرغني مصطفى البكري، أحد خلفاء الطريقة الإسماعيلية، إنهم اضطروا إلى تحويل نشاطهم للفترة الصباحية والعصرية، بدلاً من المساء، لأن كثيراً من أتباع الطريقة لن يتمكنوا من الحضور بسبب الظرف الأمني للمدينة، كما أن أتباعهم من العاملين في الدولة وأصحاب المهن والحرف لا يستطيعون التواصل معهم لأن الفترة الصباحية تتعارض مع مواعيد العمل.
ويتحسر أحد المواطنين على الوضع الأمني الذي حدَّ من جميع الأنشطة الاجتماعية وفرض على الناس البقاء في منازلهم منذ مغيب الشمس أو التحرك داخل المربع السكني في مواعيد أقصاها ما بعد صلاة العشاء بقليل. وقد حال ذلك دون قيام سوق بيع المأكولات والمشروبات الشعبية خلال أيام المولد وتنتظره الأسر كل عام لأنه يدر على النساء والرجال دخلاً إضافياً.
والحال كذلك، باتت أنشطة المولد في الأبيض، تقتصر على الأذكار فقط، والتي تقام داخل المساجد والزوايا وبعدد من المريدين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. أما الميدان فقد غطته مياه الخريف، وتعبره طلقات القناصة المنطلقة بسرعة الصوت إلى غرب المدينة.

النيل الأبيَض: عودة التيار الكهربائي بعد ظلام لأربعة أيام

منذ مساء الأربعاء الموافق 18 سبتمبر الجاري، شهدت ولاية النيل الأبيض انقطاعاً تاماً للتيار للكهربائي، بسبب خروج الخط الناقل 220 بين محطتي الجبل ومشكور التحويلتَيْن عن الخدمة، بحسب ما ورد على قناة بحر أبيض 24.
نتيجة لذلك توقّف أيضاً مصنع الأكسجين عن العمل نتيجة الانقطاع المتواصل للكهرباء، ما تسبب في نقص حاد بأسطوانات الأكسجين الضرورية لإنقاذ حياة المرضى في المستشفيات.
ووصل سعر برميل المياه إلى 15 ألف جنيه، وتوقفت أغلب الطواحين التي تعمل بالجازولين قليلة وبها صفوف طويلة، وارتفعت ملوة الذرة من 8 آلاف إلى 10 آلاف بالجزيرة أبا.
كما شهدت محال شحن الهواتف ازدحاماً شديداً. ووصلت تكلفة الشحن إلى 500 جنيه بالجزيرة أبا، وفي بعض المحال بربك وصل سعر الشحن إلى 3000 جنيه.
وعند ظهر الأحد الموافق 22 سبتمبر عاد التيار الكهربائي للولاية وسط فرحة عارمة وإطلاق للأهازيج من الكبار والصِغار ولكنها شهدت تذبذباً.
مصدر من الشركة السودانية للتوليد الحراري، تحدث لـ مراسل “أتر”، أوضح أن انقطاع الكهرباء عن ولاية النيل الأبيض كان نتيجة لانقطاع خط النقل الرابط بين محطة جبل أولياء ومحطة مشكور التحويلية، مما أدى بدوره إلى خروج محطة توليد أم دباكر عن الخدمة، وتعذر إرجاعها لمدة 4 أيام لتعذر صيانة خط النقل وحاجة محطة أم دباكر إلى كهرباء خارجية عند بداية تشغيلها.
وتمكن المهندسون من الشركة السودانية لنقل الكهرباء، بعد أربعة أيام من الانقطاع، من صيانة وتشغيل الخط القادم من محطة توليد خزان الرصيرص وتغذية مدينتي ربك وكوستي، بعد تعذر صيانة خط مشكور. ونسبة لنقص الكهرباء القادمة من الرصيرص برمجت خدمة الكهرباء على الأحياء بعدد محدد من الساعات.
ويتوقع المصدر استقرار التيار الكهربائي بالولاية، بعد اكتمال عمليات إرجاع محطة توليد كهرباء أم دباكر، لتنعم الولاية بخدمة مستقرة.

أم روابة: عطش وجوع وظلام.. أوضاع أمنية مضطربة

تجددت الاشتباكات في مدينة أمروابة التي تقع بالكامل تحت سيطرة الدعم السريع منذ أغسطس 2023. وشهدت المدينة في السابعة من مساء يوم 20 سبتمبر إطلاق نار كثيف سمع من مختلف اتجاهات المدينة، خاصة في نواحي السوق بحسب إفادات مواطنين، وترافق ذلك مع حركة كبيرة للدراجات النارية، مما زاد من حالة التوتر بين السكان، إضافة إلى ذلك، لا توجد معلومات دقيقة حول الإصابات بسبب استحالة تنقل المواطنين ليلاً والتعتيم الإعلامي المضروب على المنطقة.

وبحسب إفادات مواطنين، تعيش المدينة منذ نهاية أغسطس السابق تحت وطأة أعمال نهب وسلب من قبل عصابات تتبع للدعم السريع، تُقتحم المنازل ليلاً، ويُروّع السكان، وتُنهب ممتلكاتهم. وُرصدت كثيرٌ من حالات الاعتداء والسرقة، وفي الغالب تجري هذه العمليات على نحو شبه منظم بعد صلاة العشاء وحتى قبيل الفجر.

في هذا الصدد قال تاجر بأم روابة، إن عمليات النهب طالت السوق أيضاً، إذ تعرضت العديد من المتاجر في السوق لعمليات كسر ونهب، بينما اقتحمت العصابات عدة منازل وسط المدينة واستولت على سيارات خبأها أصحابها منذ مدة ليست بالقليلة، ورُصدت حالات لاعتداء المليشيا على المواطنين و”جلدهم في الشوارع دون مبرر”.

وأبلغ عدد من المواطنين قائد قوات الدعم السريع في المدينة، بضرورة التدخل لإيقاف هذه الانتهاكات، إلا أنه عجز عن اتخاذ أي إجراء حتى الآن. وحسب معلومات، فإن “هناك توقعات بهجوم للجيش على أم روابة مما جعل الدعم السريع في حالة استعداد قصوى”.

فوق ذلك قدمت إلى المدينة عصابة جديدة تحت قيادة زعيم يُدعى “قدورة”، بعد اشتباك حدث في الأسبوع الماضي بين فصيلين يتبعان للدعم السريع. وكسرت العصابة مخازن السمسم وبعض المحاصيل الأخرى، إلى جانب سرقة العديد من البهائم، مما زاد من حدة الفوضى بالمدينة بحسب إفادات مواطنين.

وفي سياق الأحداث، يعاني المواطنون أيضاً من تزايد حالات الملاريا، وتفتقر الصيدليات إلى العلاجات اللازمة، مما أدى إلى معاناة العديد من الأشخاص من حالات ملاريا حادة، بحسب إفادة مصدر طبي بأم روابة.

وقال أحد سكان المدينة لـ “أتَـر”، إن الأغلبية تعاني من أعراض الملاريا دون توفر العلاجات. وتفتقر الصيدليات أيضاً إلى محاليل البندول وعلاج الملاريا، مضيفاً أن الوضع يتطلب “توفير العلاج بشكل فوري والنظر في طرق وصول الأدوية إلى المدينة التي تقع سيطرة الدعم السريع، لتلافي تداعيات نقص الأدوية.

وعلى الرغم من الظروف الأمنية الصعبة، شهدت المدينة وفرة في المواد الغذائية نتيجة دخول المحاصيل الخريفية، مما ساهم في تخفيف الضائقة المعيشية نسبياً، إلى جانب ذلك يستفيد السكان من المطابخ الجماعية التي تقدم الطعام للعائلات المحتاجة بدعم من فاعلي الخير والمبادرات الشبابية.

وتعاني المدينة من انقطاع الكهرباء بعد العطل الذي أصاب محطة أم دباكر في النيل الأبيض، مما أثر سلباً على خدمات المياه لارتباط الآبار وجود التيار الكهربائي، وقد وصل سعر تانكر المياه إلى 90 ألف جنيه سوداني. وبحسب مصدر يعمل في هيئة الكهرباء، فمن المتوقع عودة التيار خلال الأيام القادمة، كما أكد عودة محطة أم دباكر للخدمة قبل عدة أيام.

القضارف: إخلاء المدارس من النازحين وعزوف عن ارتيادها

بدأت السلطات المحلية بولاية القضارف، إخلاء النازحين من المدارس التي يقطنونها، ونقلهم إلى مراكز إيواء شيدت خارج المدن الرئيسة، استعداداً لاستئناف العام الدراسي بالولاية؛ رغم إعلان وزارة الصحة الاتحادية في أغسطس الماضي، تفشي وباء الكوليرا في عدد من ولايات السودان من بينها ولاية القضارف.

لم تكن الكوليرا وحدها ما يهدد حياة المواطنين والنازحين بالقضارف، فالولاية تعاني منذ سنوات من أمراض منتشرة مثل حمى الضنك والملاريا والإسهالات المائية، التي تكثر في فصل الخريف بسبب نشاط النواقل. ولم تكن استجابة السلطات الصحية بالقدر المطلوب، وقد تفاقمت بسبب الحرب والنزوح وغياب التدخل المطلوب، فضلاً عن ركود مياه الأمطار واكتظاظ المنشآت الصحية في ظروف مناخية وإغاثية معقدة.

لم تقتصر دور الإيواء على المدارس فقط، بل شملت المباني تحت التشييد والجوامع، وكذلك بعض المرافق الأخرى.

مصدر يعمل بالمجال الإنساني في ولاية القضارف، يقول متحدثاً لـ “أتر”، إن المدارس مثلت الوجهة الأولى لموجات النازحين منذ بدء الحرب في أبريل 2023، ونتيجة لذلك لم يتمكن كثير من الأطفال من الحصول على حقهم في التعليم لأكثر من عام ونصف العام، وبالتعاون مع المنظمات المحلية والعالمية ووكالات الأمم المتحدة، أنشأت سلطات الولاية مخيمات ووحدات سكنية مشيدة بالمواد المحلية لإيواء النازحين، في مناطق أبو النجا بمحلية وسط القضارف، والحوري بمحلية القلابات الغربية، وشملت جميع محليات ولاية القضارف.

 بحسب المصدر، تجري عملية توطين النازحين في المخيمات، على عدة مراحل، أولها الترحيل والنقل، ثم توفير المأوى المناسب بخدمات الماء والطعام والدعم النقدي، إضافة إلى خدمات حماية الأطفال والخدمات الصحية.

وتُواجَه حكومة الولاية والمنظمات العاملة بتحد آخر يتمثل فيما تدمير من البنية التحتية بالمدارس نتيجة الضغط الهائل عليها لفترات طويلة، فقد تعرضت الحمامات لانهيارات، وفقدت المدارس نسبة كبيرة من مقاعد الإجلاس، وما تتطلبه الفصول من إعادة تأهيل يحتاج لمجهود كبير.

وتكتظ مراكز إيواء واستقبال النازحين بالقضارف، نسبة للعدد الكبير الوافد إليها، مما يسرع من فرص انتشار مختلف الوبائيات، خاصة أن الولاية تعاني من هشاشة في البنية التحتية، ومعاناة في الحصول على المياه التي اشتهر بها مدينة القضارف.

لكن تفتقر المخيمات المقترحة إلى كثير من الخدمات الضرورية، ولا توجد بها رعاية صحية، أو أسواق بالقرب منها، فضلاً عن ضيق مساحتها، بحسب حديث إحدى النازحات لمراسل “أتر”، وقالت مُعبّرة عن قلقها من قرار الترحيل، إن المخيمات المقترحة لن تقي من الأمطار وحرارة الشمس، والمعد منها غير كافٍ لاستيعاب النازحين، الذين يتزايدون يومياً من مختلف مناطق ولاية سنار، كلما توالت اقتحامات قوات الدعم السريع لقراها ومدنها، فضلاً عن أن هذه المخيمات تبعد مسافتها كثيراً عن المدينة وخدماتها، مما يعني فرض عزلة على مجتمع النازحين. تقول أيضاً: “يوجد كثير من النازحين الذين يعانون من الصدمات النفسية،  وقد حُرم أطفال النازحين من حقهم في الحصول على التعليم، فلا توجد مدارس في المخيمات المقترحة أو حتى بالقرب منها”.

وفي السياق، منعت بعض الأسر بالقضارف أطفالها من الذهاب إلى المدارس، كما تخلف العديد من المعلمين عن قاعات الدرس، خوفاً من العدوى بأحد الأمراض التي تفتك بالحياة والناس في عديد مناطق السودان، وليست القضارف استثناء منها.

وعبّرت كثير من الأسر لمراسل “أتر”، عن رفضها قرار فتح المدارس واستئناف العام الدراسي من جديد، إضافة لسوء الأوضاع الاقتصادية والأمنية. وتفتقر أغلب المدارس إلى البنية التحتية التي تمكن من استمرار العملية التعليمية، كما أن فصل الخريف وما يمثله من تحديات، بيئية وصحية يمثل هاجساً آخر.

Scroll to Top