
القضارف، 4 سبتمبر 2024
نحن رحلة نزوحنا بدت من أم درمان، طلعنا بعد عيد الضحية الفات بأسبوع في آخر هدنة أعلنوا عنها، مدتها كانت تلاتة أيام، وأنا طلعت تاني يوم في الهدنة نزحت لولاية الجزيرة قعدت فيها شهرين، وبعد داك نزحت تاني للقضارف شهر ٨. الآن لي سنة في القضارف وساكنة في منطقة بقولوا ليها (أبو النجا) خارج المدينة. شبكات الاتصال شغالة كلها لكن مرات بتكون ضعيفة، وقبل أسبوعين قطعت لمدة يوم كل الشبكات ورجعت ما عدا MTN ضعيفة للآن وبتقطع كتير، ما عندنا ستارلينك لأنو الناس شغالة بسوداني وزين، منطقتنا فيها مويه متوفرة بصورة كويسة مقارنة بالقطوعات وعدم المويه في القضارف المدينة، وحالياً القضارف معتمدة على الآبار والمويه بتتباع بالتناكر، لكن للأسف المويه في حلتنا دي رغم كترتها ما نضيفة، وبتعمل مشاكل زي وجع بطن ومشاكل في المسالك البولية، وطفلي للآن بعاني من مشاكل وجع بطن، لكن رغم دا بتعتبر أحسن منطقة فيها مويه في كل الولاية.
السوق مستقر وشغال كل الأسبوع ماعدا يوم السبت، وفيهو تموين بكفي كل ناس المنطقة، وفي جزارات بتبيع لحوم، بس طبعاً أسعارها غالية، والناس ممكن تشتريها مرة واحدة في الأسبوع، بالإضافة لي إنو الناس هنا معتمدة على نفسها في الأكل، يعني كلنا في البيوت بتزرع خضرة، رجلة، بامية، وبرضو في اعتماد كبير على النباتات البتقوم مع الخريف، الناس بتعمل منها ملاحات وأكلات زي (التمليكة)، وبرضو (طَرَقَ الكركدي)، ودي كلها نباتات الناس بتستخدمها في الأكل يومياً.
الحركة بين الأحياء بالمواصلات أو التكتك، بقولوا ليهو هنا (الحنطور)، بتحركوا بيهو الناس من المنطقة للمدينة، والمسافة ما بعيدة، لكن الناس ما بتمشي إلا تكون مضطرة شديد أو محتاجين حاجة من سوق المدينة أو السوق الكبير، بكون شغال كل الأسبوع ما عدا الجمعة بقفل، وبفتح صباح السبت، سعر المواصلات ألف جنيه للنفر والركشة مشوار طرحة برضو النفر بدفع ألف جنيه ثابتة للآن، لكن طبعاً المشوار لو براك سعرو ما أقل من ٣ ألف من حلتنا لحدي السوق الكبير أو المدينة.
في القضارف المستشفيات شغالة والمراكز الصحية شغالة، وعددها كبير، تحديداً المراكز الفتحت بعد الحرب، وغالباً السبب فيها إنو الناس نزحت وافتتحت معامل صغيرة عشان تواصل شغلها، والمواطنين ما بمشوا المستشفيات يفحصوا في المعمل وفي نفس المعمل بكتبوا ليك العلاج مباشرة .
الوضع الأمني ما كويس، يعني في سرقات في الشوارع وسلاح منتشر، وللأسف أي حاجة بتحصل بنسبوها للنازحين طوالي، وبقولوا إنو هم السبب في التفلت والجرايم الحاصلة، رغم دا في قوات كتيرة، مثلاً في قوات مشتركة بتكون مارة من الفاو أو من مناطق تانية، وماشة بعد القضارف باتجاه كسلا أو بورتسودان، وفي شرطة وفي جيش، نحن حلتنا دي فيها ارتكاز جيش ومعسكر مستنفرين، وفي ناس مرور شغالين في الشوارع، أقسام الشرطة فاتحة والمحاكم شغالة، وبرضو الجوازات شغالة، يعني بتقدر تقول إنو في أشكال للدولة.
بحري الختمية، شرق النيل - أم درمان، الثورة، 5 سبتمبر 2024
نحن رحلة نزوحنا بدت من بحري الختمية من تالت أسبوع في الحرب، لأنو الوضع بقى كعب الوقت داك، دانات والطيارة الميج لافة في راسنا، ونحن أسرة فيها أطفال كتار وكبار سن برضو، وما بقدروا يستحملوا الخوف، حتى نحن حاولنا نقعد ونقول نحرس البيت، لكن لقينا إنو مافي طريقة، وأفضل إننا نطلع ونخلي أي شي، طلعنا لا شلنا هدوم لا ورق رسمي، لا شهاداتنا لا صورنا لا ذكرياتنا، أي شي خليناهو وقلنا كلها كم أسبوع والوضع يهدا ونرجع بيتنا، لكن للأسف أسي سنة ونص ونحن ما شفنا بيتنا حاصل عليهو شنو، كان في جيرانا قاعدين وبدخلوا نت مرات مرات بكلمونا عن الوضع، لكن كل الأخبار كعبة، ودايماً في أي تواصل عبر الواتساب بكون في خبر وفاة زول من حلتنا، ومافي زول مات موتة طبيعية، كل الوفيات الحرب كان عندها أثر كبير فيها، لحدي آخر قصة وصلتنا قبل شهرين، ناس من حلتنا وقعت فيهم قذيفة المدفع الهاون دي وقتلت ولد وأبوه ومعاهم ولد جيرانهم في نفس اللحظة، وطبعاً مافي طريقة تدفن زول في المقابر أو تتحرك، دفنوهم أولاد حلتنا، تلاتة أنفار براهم حفروا القبور قدام بيوتهم ودفنوهم، دا غير قصص معاناة الجوع.
قعدنا في شرق النيل فترة طويلة لحدي شهر ٥ الفات، فترة قعادنا فيها شفنا الدعامة من قريب، لأنهم كانوا حايمين في السوق والحلة، وطبعاً مستعبدين المواطن تماماً، يعني أي شي يقولوا ليك أعملو لازم تعملو، وفي سوق الوحدة دا الدعامة ببيعوا أي شي قدامهم، بكونوا عارضين هدوم وسلاح وقروش كاش مقابل بنكك وتموين وأي شي وفي نفس اللحظة، لدرجة إنو في السوق ما بتفهم إنك عايز شنو من كمية الجوطة القدامك، وطبعاً ضرب السلاح عادي شديد، كل دقيقة بفكوا رصاص في الجو. شرق النيل رغم وجود الدعامة فيها إلا أنه التموين لحدي ما طلعنا متوفر، هو ما زي أول شهور لأنه الأسعار إتضاعفت يمكن مرتين أو تلاتة أضعاف لكن في، وإذا عندك قروش بتقدر تاكل لكن برضو كنا مضطرين نطلع لأنو الدعم السريع بقى بفرض على الشباب يستنفروا وإنت لو ما شايل سلاح ممكن أصغر دعامي يسرقك وينهبك.
وصلنا الثورة نهاية شهر ٥ الفات وقاعدين فيها للآن، وما بقدر أقول أم درمان آمنة وارجعوا بيوتكم وكلام السوشال ميديا دا، لأنو لحدي أمبارح في دانة وقعت جنب مركز الشرطة في نهاية حلتنا الثورة العاشرة، وفي اتنين وقعوا سمعناهم بس ما عارفين جنب وين، ويومياً بنسمع صوت الدانات بتقع في الثورات الجنبنا، وفي جزو بكون اتجاه الفتيحاب، وطبعاً الفتيحاب بتم تدوينها من الخرطوم، وكل التدوين البقع في الثورة جاي من جهة بحري، والدعامة للآن مسيطرين على بحري لأنو بدونوا أم درمان يومياً، وواضح إنو مافي خطر كبير عليهم.
في الثورة الكهربا كويسة ومستقرة، والأسبوع الفات قطعت يوم واحد بس، والمويه أصلاً مربوطة بالكهربا وشغالة كويس، إلا الحتات خارج الثورة ما عندهم مويه زي أم درمان القديمة والفتيحاب. شبكات الاتصال الشغالة سوداني و MTN زين بتطش كتير وما مستمرة.
الحركة بين الأحياء بتكون بالركشات، لأنها أكتر وسيلة منتشرة، وفي حافلات كبيرة وصغيرة وهايسات، لكن أكتر شي شغال الركشات والتكتك أقل مشوار سعرو ٢ ألف أو ٣ ألف، ولو قلت تمشي مشوار بعيد بتضطر تركب وتنزل ٣ مرات عشان تصل. مرة كنا ماشين من الثورة العاشرة لحدي محطة الـ ١٧ والنفر الواحد دفع قريب ٢ ألف حتى وصلنا لأنو المواصلات بقت متقطعة، إلا تنزل في محطة وتركب تاني عشان تواصل، نفس المشوار دا زمان قبل الحرب ما بفوت ٢٠٠ جنيه، لكن أسي ممكن تدفع ٣ ألف لأنو أي زول سعرو براهو ومافي زول بضبط المواصلات.
التموين بتجاب من سوق صابرين، وهو أكبر سوق حالياً، كل أم درمان بتعيش عليهو، لكن برضو في أسواق صغيرة كتيرة فاتحة جوا الأحياء وفي شوارع الظلط زي سوق محطة ١٧ وسوق خليفة، والأسعار ما زي قبل الحرب، لكن أرخص من ولايات تانية كتيرة، حالياً شوال الفحم وصل ٤٠ ألف.
الوضع الصحي ممكن أقول كويس، لأنو في مستشفيات شغالة زي النو، وفي مركز صحي التهامي، وعدد من المراكز برضو في المهداوي، ودا مركز صحي معروف، وجنبو في مواطنين كتار ساكنين وبتعالجوا فيهو، وفي العمراني ودا مركز الولادة في الثورة العاشرة، يعني صحياً مافي مشاكل كبيرة، المشكلة في الدانات وأصوات الصواريخ البتطلع يومياً من كرري، وضرب الرصاص البكون مستمر من الصباح لحدي بالليل عموماً الوضع ما أي زول بقدر يتعايش معاهو والأغلبية مجبورين لأنو مافي خيارات.