أتر

كلّ النساء فريدات: «فريدة» مجلة نسوية سودانية جديدة

في خضمّ حرب تبدو بلا نهاية، أطلقت مجلة «فريدة» النسوية عددها الأول، عن «الدولة والعسكرة»، تناولت فيه تجارب النساء السودانيات تحت احتدام الحرب المستمرة، مع التركيز على قضايا العنف الجنسي والنزوح والمقاومة. تسعى «فريدة» إلى فهم أعمق لواقع المرأة في السودان، وتقديم رؤى جديدة لمواجهة التحديات المتزايدة. تشتمل صفحات المجلة على تحليلات لنضالات النساء عبر التاريخ، وشهادات شخصية، ونقاشات نظرية حول النسوية والمقاومة، في محاولة لتوثيق آثار الصراع على النساء والناس؛ لكن، أيضاً، عن البطولة اليومية والنجاة.

تصدر مجلة «فريدة» باللغة العربية على نحوٍ غير دوري، مع انفتاح ورغبة في النشر باللغات واللهجات المحلية. كما تسعى إلى إنتاج معارف نسوية تقاطعية تكتشف السياقات السودانية، صوب فهم ونقد أدوات الهيمنة المعرفية في مجالات الدراسات النسوية، والجنسانية والسوسيولوجيا.

تعمل «فريدة» على معالجة القضايا السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، من زاوية صحفية، تُتابع اليومي، وتُحاول تحليله وفهمه من منظور نسوي. تطرح كاتبات ومُحرّرات المجلة تساؤلات حول كيفية تفكيك هياكل الظلم القائمة، ومن ثم اجتراح بناء ما يتخيلنه على مستوى الدولة والأنظمة الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك في حياتهن الشخصية والحميمية وأجسادهن، في ظل بيئة مُعسكرة وبوليسية.

تُقدم المجلة في سياستها التحريرية فضاءً مفتوحاً للتعبير عن الذات وتبادل الأفكار، وتسعى إلى تشجيع الكتابة الإبداعية والنقدية. تُولي «فريدة» اهتماماً خاصاً بقضايا الجندر والهوية، وتدعو إلى لغة لا معيارية وعادلة. من خلال نهجها التشاركي، تعمل المجلة على تطوير النصوص بالتعاون مع الكاتبات والكُتّاب.

جميع النساء فريدات، القادمات من وقائع حياتية وخلفيات متعددة ومتنوعة، المبعدات، المنفيات جميعهن.

تصوّرت «فريدة» فضاءً كتابياً ينحو إلى توثيق تجارب النساء والفتيات في ظل الحرب الحالية. كيف واجهن أهوال الموت، والعنف الجنسي، والنزوح، والفقر، ونقص الرعاية الصحية، وانهيار الخدمات، والمجاعة، وموت الطفلات. لم يألوهنّ ذلك عن الانخراط سريعاً في تنظيم أنفسهنّ ضمن مبادرات ومجموعات قاعدية وغرف طوارئ نسوية، يَسعَيْن إلى تقديم العون المجتمعي وسدِّ ما استطعن من الثغرات التي خلّفها انهيار مؤسسات الدولة الخدمية. ظلت النساء على الدوام العنصر الأهم في تماسك المجتمعات أثناء الأزمات، ومن ثمة إعادة بنائها.

Scroll to Top